الخميس، 28 يونيو 2012

خلق الله آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين - المجموعة 1 - الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي ...






خلق الله
آدم عليه السلام
من أجل
محمد صلى الله عليه 
وآله الطاهرين ...



المجموعة  الأولى ...


الشيخ
محمد حسني البيومي 
الهاشمي ... 



حقوق الطبع محفوظة
مركز دراسات أمة الزهراء فلسطين



القراءة بين يدي النور ....



.. القراءة التي بين  أيدينا هي  محاولة متواضعة لاكتشاف الحالة العرفانية للنبوة والحالة المصفاة  .. إنها محاولة قراءة الذات من جديد  بين يدي الكلمة الطيبة .. وحقيقة النور المخلوق ... 
 إنها محاولة جديدة في قلب عاصمة النبي الأزلية في قلب القدس .. وضفاف الأرض المقدسة .. إنها قراءة لروح الساحل الشامي الأبدي .. المحفوف بكل المتغيرات الخاتمة ... قدما نحو المحشر والحشر والقيامة وتجليات مصطلح القرآن الكريم في مناحي ختم الدنيا بالنور الالهي المحمدي ... وبنور الحقيقة المحمدية ... 
 وتجليات الاحاطات الالهية بالكمال الروحي النوراني ... 
وكمال التجلي النوراني في كلية الأرض ... نكتمل فيه روحا بروح ... 
 ويدا بيد مع روح النبي ومختار العظمة في أعماق الروح ... 
 وعندما  تطرح الروح اليوم  كمصطلح وثقافة جديدة .. 
إنما نكتشف بها ذاتنا و أي عالم نختار ... 
 وأي محدد نحدده لشرائط نهضتنا المعاصرة في زمن الختم الالهي ... ونور المصطلح القرآن الدالة على ختم المسك ...
والرسالة الروحية ... 
دالتنا على الحقيقة الالهية التوحيدية النور والثورة الالهية ... 
بكل ما تعني مفردات المصطلح القرآني  ...
ننبثق فيها بوعينا الرسالي المحمدي من قول الله تعالى في علاه :

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26

الهي العظيم أي روح أسجل بها دفتري المقاوم بين يديك .. وقد سجلت قرائتي المرتلة بروحك العظيمة وقد سجلت منذ قرابة خمسة عشر عاما ... وكأنها تسجل الآن في مدادها الروحي .... ولولا إلهامك لحالتنا الروحية ما كان ينبثق هذا الوحي من إلهامك ... ولا هذا الإلهام من وحيك وروحك ... وحقيقة الله التوحيدية المغروسة في كلية معانينا النورانية التوحيدية ... في معاني الثورة الروحية المحمدية ... 
والتي تقدست من حقيقتنا المحمدية ...





ومكتنز النور الالهي ...
الأرضي في مصطلح كلمات وحروف  ...
 السر الالهي الأربعة ...

 المكنوز في جامعة الحروف النورانية :




( محمد ) 
صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ...




وأي روح جديدة تزرع اليوم في عمق الحالة الأمة ...
 إنها روح النبي المعجزة  ... 
صلوات الله عليه وسلام العلي وعلى آله المطهرين... 
 روح جديدة ... نصنع بها ثورتنا المجيدة .. 
من عمق ...


سلام على آل ياسين روحنا من عالم الأمر ...  
بها نكتشف معنى القيمة والعطاء ...



مرة جديدة من غزة هاشم تنطلق الحالة وكل الحالة .. بروعة وثورة .. وهاهي روح النبوة و العترة ترتبط مع كل الأصول .. في عاصمة النبي محمد
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
....في غزة الهاشمية صرخة في وجه الرجعية الأموية المقذوفة زيفا في قلب العاصمة الأبدية في فلسطين والقدس الأزلية ... 
نربط بوعينا الجليل قيمتنا قبيل النزول الأرضي من السماء السابعة ...ومن حظيرة القدس الباسلة ... 
إلى القدس الخاتمة مستودع النور المحمدي في زمن الخاتمة ... هذا هو المد النوعي المعاصر في ثورتنا الروحية النورانية ... والتي فيها سر كليات المعاني النورانية في أصل الخلق ... 
ونور الخلق محمد وحروفه الدامغة على جبهتنا 
وعنوان ثورتنا القدسية النورانية ...
 في القدس المنهي ... 
ومن غزة الهاشمية الانطلاقة نحو الملتقى ...
 لبحر الرسالة الواعي والمرسوم أزليا ونورانيا 
عبر المحور المقدس ... 
محور مكة القدس الخارق لماهيات الثقافات الأرضية والمزلزل لحدود وعينا الخارق نحو اكتشاف نورنا في نور برامجنا التغييرية ... عودة لكليات الاصطفاء الالهي ...

"واصطفى هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم "
إذا هنا النور وثورة الانطلاقة .. وتحقيق رسومنا النثرية وكليات رسائلنا المنشورة .. والتي أكدناها في حدود سنواتنا الأخيرة بعنوان  :
" غزة هاشمية للأبد ولن تكون بالمطلق أموية " ...
نكتسح بها الوعي الطائفي الذي يحاصرنا في مقامات حجرية وأرواحنا في سجون معابد ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ...
والى حج غير مبرور !!
هنا في غزة الهاشمية نرسم في عهد بزوغ الشمس المحمدية في زمن الخاتمة حدودنا الرابطة بين مصطلحي النبوة والثقلين ...
 لنسجل حقائق الوعي الهاشمي في وجه كليات الردة الأعرابية ... !!

هنا نرسم بوعينا النجومي الثاقب مركزيتنا الالهية ..
إلى حيث يتكئ السيد الهاشمي المطهر ..

 والسؤال بالروح والقدر .. لماذا غزة .. ولماذا السيد هاشم ...
وفي معطى التاريخ .. وقبيل ألفي عام تقريا..
كان السيد هاشم جد النبي الأعظم ...

محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :

.. ينزل الساحل الشامي ...
 شاهرا سيفه لينتهي التحول برسم المحطة  ...

على رمال غزة .... وحين يجئ غارسا .. غازا سيفه في هذه البقعة  ينطلق الخبر العاجل المدوي ..جاء السيد الهاشمي الرمز العربي  منذ الوهلة يغزّ  سيفه .. في قلب الوطن ... 
 هنا محطة ولدي القادم ..  
هنا محطة خليفة الله القادم ... 
يؤكد حالة الرباط الإلهي في مشروع النبي على مستوى الروح والقدر... 
شاهدا بين التاريخ والأصول.. وروح الثورة..
إنه قول العلي الكبير في محكم التنزيل  : 


{  وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ{217} الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ{218} وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ{219} إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

سورة آل عمران: 217 ــ 219

من صلب سيد الساجدين .. يولد خير الساجدين .. فتولد الحالة وروح المقاومة نحو وجهة مشرقة .. تضع معيارنا للتحول والقدرة على التفسير وتلمس النور .. انه نور نبينا المقدس .. وحروفه أصل النور الخلقي ...
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  ..
 هذا النور الجليل ... كان على مداد برهة الزمن يسطع كله في وجه السيد هاشم كما عبد المطلب  ..
 عليهما صلوات الهنا القدوس ...
امتداد النور في وعينا وهو قول النبي الأعظم 
صلوات ربنا عليه وسلامه ...
 " واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم  ...
فأنا خيار من خيار من خيار " ...

وأمام خيارات النور والنبوة ...
جئنا من جمع وأركان الهنا القدوس في
جمع القدوس الالهي العزيز : 
محمد عليه صلوات القدوس الهي ...
 نسطع بالصلوات والعرفان المحمدي وبنور
لصلاة الكاملة ...
نسقط حالة المعصية من قاموسنا التاريخي ...
 نستلهم فيها الوعي القدري في
 دعوات أبينا آدم وأبو البشر أجمعين ...

عليه صلوات القدوس الهي ..
 ثم بوعينا النوراني المحمدي نكتشف سرنا من جديد ..
نحو القصد والغفران ..والغاية ..
نضع محاولتنا بين يدي النبي الأعظم
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
.. ونمتد ببركاته وبركات آبائنا الممجدين ....
عليهم صلوات الله المتعالي ورضوانه ...
  نستلهم العرفان الأبدي نحو أصول الحب ومصطلح 
العشق الالهي في ثورتنا المعاصرة ...
قبيل زمان المعصرة وزمان رجسة الخراب المحتومة !!!

 نقصدها نحو الرضا وتحقيق النور والغاية ...

اللهم إن هذه محاولتنا فتقبل ... 
اللهم إن هذه خطواتنا فسدد ..
وفي موقع أمة الزهراء الأول في التاريخ نخط المصطلح ...
وعمق الثورة الروعة في ثورتنا ثورة الحب الالهي وثورة العشق الالهي ...
وفي غزة فاتورة التسديد ...
ومن في غزة  نسجل روح ثورتنا الجديدة ...
والله نعم المقصود والغاية ...


مركز دراسات أمة الزهراء فلسطين


سجلت الرسالة في سنة 2000   ميلادية

على موقعنا الأول ...
موقع أمة الزهراء عليها السلام ...
يعاد نشرة ...
بتوفيق الله وتسديده ...


.........................






بسم الله الرحمن الرحــــــــــيم

اللهم صلي على نبيك المصطفي محمد وآله الطاهرين

قال تعالى جل شأنه في علاه :

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} :
البقرة: ٣٠ – ٣٢

:  والخلافة الالهية النورانية في القرآن هي على المستوى العام والخاص.. مفادها وصية الله لأنبيائه بخلافته وإقامة شريعته العظمى ووصاياه على الأرض.. والقرآن هو نور الشريعة وكلية الشرائع الالهية على الأرض ...انه مع علم الله المسبق بالخطيئة المقبلة فقد جاء الهبوط دربا من دروب اكتشاف الحقائق النورانية في الشريعة الالهية ، وتنكب النور الالهي ليعود الناس والخلق نحو الباري في علاه من جديد ، متدثرين بروح نورانية ... تكون قادرة على إحداث هذا الانقلاب الكوني لصالح العدل التوحيدي ... والقسط التوحيدي في مناحي العالمين ..... وإسقاط معادلة الإفساد العالمي المقبل في الأرض ... وجعل النور الالهي نقيضا لحركة الافساد العالمي ... والإفساد بقانونيته المستعلية  : هو رد الشريعة عن التطبيق وشدها نحو عبادة الذات والملكية الفانية ...

{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34} :
النمل: ــ 33ـــ 33

 والأنبياء الملوك في الأزمان الالهية كانوا حماة الشريعة .. ومن هنا كان قدر الله وتقديره في الخلق أن يكون الحق والباطل نقيضان لحالة القدرة والتقدير الالهي  ، وأن يكون الأنبياء الحق عليهم السلام هم ذروة الحق الالهي .. والأنبياء الكذبة هم ذروة الباطل  !!! وأن يكون ملوك الحق هم : (ملاّّّك الشريعة) وأن يكون ملوك الباطل هم :
( ملوك الوثنية وعبادة الذات) ولهذا فسر الخالق ( الخلافة)
وهي في الأصل ( النبوة ) و( الخلافة ) هي حالة الوعي القرآني الشاملة .. وهي  شقي  المعادلة في ديمومة وجود القيادة الالهية العالمية النورانية ..  ، خلافة الله (النبوة) وخلافة النبوة ( الأوصياء ) : وهم خلفاء النبوات)  ..  وكما جعل الله الخلافة مقاما إلهيا كان هو الذي ثبته في أصل الخليقة ... فكذلك ثبت الله بالوصية لأنبيائه الخلافة لمن تكون بعده  ؟؟؟ ....
وهكذا كان الأنبياء أجمعين ...
عليهموا الصلاة والتسليم   ...
يؤكدون على حقيقة الخلافة المتسلسلة في عقبهم
 أو عقب عقبهم.. وأنبياء بني إسرائيل عليهم السلام والصلوات ..
في الأصل جاؤوا من سلالة يعقوب عليهم السلام ...
وفي الغالب : كان أبناء الأنبياء هم الأنبياء الخلفاء ..
عليهم الصلاة والسلام ...

وفي تجربة يوسف الصديق عليه السلام  أمرا جليا ...
وفي قصة موسى كليم الله عليهم السلام أنموذجا مستوفيا لحقيقة هذه الخلافة وهذا ما وضحناه جليا في كتاباتنا المنشورة في المصطلح القرآني ... وهو النور الالهي في المصطلح الموسوي الهاروني ...
 وهو ما بدى ظاهرا
خلال كتاباتنا في النثر الروحي وقراءات العشق الالهي ...

" المصطلح الموسوي الهاروني "  في القرآن الكريم .. وهو أنموذج قرائتنا للثورة الروحية المحمدية في زمن البداية وفي زمن الخاتمة نورا من وهج التكامل والبهاء الالهي في الحالة الروحية ...
الثورية الخاتمة ...

وهذا المنحى هو المثبت في التوراة والإنجيل ...
والقرآن سواء ...

يقول الله تعالى في علاه ...
على لسان موسى الكليم عليه السلام :
:
{ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً{33} وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً{34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً{35}
:
طه : 29 34 
فهنا النور وهنا القضية .. وهي مناط الرسالة الخاتمة في دنيا الوجود ... انه الغايات خلف تكوين الله العلي للخليقة ... وأن الأصل في الخلق والخليقة هي خلافة الله على الأرض ... 
ويجيئ مشروعنا الالهي العظيم و خلافتنا الالهية المنشودة ليعبر عن جوهر الروح الالهية والسماوية ... المسطر في طيات رسالة العدل الالهي المنشود ... 
ورسالة العدل والقسط في دثارها النوراني ...
وبعدها الروحي الثوري المقاوم ... 
وبكل ما تحمله في طياتها الزمنية من معطيات ...
وتراكمات وأسرار إلهية :  لتعبر عن مكنون ...
حالة العلم الالهي الأزلي ... 
وهو العلم الذي اكتنزه الله ...
علام الغيوب ...
في طيات نور قلب النبي الأقدس ...

محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :

.. وتحول هذا النبع النوراني المكنوز في المختزن النوراني المحمدي ... إلى امتدادات الحالة النورانية .. وهي العترة وكلية الثقلين الأعظمين ... المسجل بدقة لا محدودة في النور القرآني ومجوع الحديث النبوي العام :
وفي الرواية النبوية الصحيحة :

{ فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ‏ ‏ثقلين ‏ ‏أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي } :
ذكره مسلم في صحيحة ح4425

وهذا هو الامتداد الهاروني الموجز بيانه في التجربة القرآنية وكذلك في المثال والأنموذج القرآني في السرد القرآني الجليل ... وهو الظاهر بيانه في وراثة النبوة المحمدية في العترة المطهرين لاكتمال النور الالهي ..

 في شمس النور الالهية
 النبي محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  ...

والقمر المنير القادر على استلهام هذا المكنون الالهي ... انه باب مدينة العلم والحكمة يقف على امتداد التاريخ عملاقا في الشريعة .. و شاهدا جليلا على امتداد الدهور والأجيال ...  انه أنموذج هارون من موسى عليهما الصلاة والتسليم ... يتجلى في البعد النوراني والأبجديات الالهية في مكنون النص الحديثي المحمدي الدالة على النور
القرآني والتفصيل لولايتنا النورانية الخاتمة ...
 والمتمثل في قول النبي
 محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين 
: لأمير الأمة : علي ابن أبي طالب
عليه السلام والصلوات
قال النبي محمد ...
صلى الله عليه وآله وسلم لعلي :
 أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى  "   

صحيح البخاري 5 / 24 . ( * ) =  صحيح مسلم 15 / 175

يتجلى هذا التواصل النوراني الخلقي والشريعة النورانية في قول الله تعالى في علاه ...

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12

 انه العلم الإلهي المكنون في سر هذه الخليقة والخلافة الراشدة الخاتمة... تختم بالمسك الالهي المحمدي والبيوت المحمدية كأساس مركزي بعنوان  :
" الثقلين الأعظمين " ...

ولعلم الملائكة بالحقيقة القادمة وأن هؤلاء الخلق سيرتدون إلى النقيض ، كان الاستفسار من الملائكة للخالق جل وعلا ...

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
سورة البقرة  : 30   

وهذه قراءة جلية بعدم وجود خلق بشري سابق أصلا ...  ولكن الله العالم علام الغيوب هو وحده الذي يدرك السر: لمواجهة هذا الإفساد الشيطاني وورثائه الأبالسة ممن :
{  قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } :
سورة البقرة  : 30 ...

وهنا جاء الأمر الإلهي في الخلق لآدم عليه السلام والصلوات .. و الذي خلقه الله في علاه بيده قدرته العلية " من عالم الأمر " ...
ومنحه تعالى في علاه الروح العلية والولاية النورانية الممتدة أيضا...
" أي تواصل النور من النور " ...

وهكذا كان هذا السر النوراني الإلهي مكنون وعميق متبلور بوضوح في حالة الكمال الالهي المحمدي ... والمتجسد في العترة والثقلين ... وهو المحصى كما في آيات سورة ياسين في الامام المبين الظاهر ...

{ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } : يس12

 ويتجلى هذا السر في الأصل في الكلمات السرية
التي في أصل الخليقة ..
وهذا جوهر قوله الله تعالى في علاه  :

{ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32
سورة البقرة  : ٣١

وهذه الأسماء التي علمها الخالق الأعظم لأبينا آدم
عليه السلام والصلوات ..
لابد أن تكون منطقيا خاصة بمشروع الخلق ومسبباته.. وهنا لا مجال للتعاطي فيما أضاعه المفسرون من نشر القصص!! بأن هذه الأسماء هي أسماء الأشياء الدنيوية المخلوقة.. أو المراد خلقها فيما بعد النشأة الأولى لهذه الخليقة المعظمة.. ولو صح ما قاله هؤلاء المفسرون بان هذه الأسماء هي خاصة بالطبيعة الأرضية ؟ لما جاء لأمر الأول لآدم
عليه السلام والصلوات :
بأن يسكن الجنة . وهذا الأمر الأول :
وهو أمر رباني غيبي غير متعلق بعالم غيبي تدركه الملائكة وتحيط به من علم الله تعالى في علاه  :

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ } :
سورة البقرة : 35

ولهذا كان النزول من الجنة متعلق بمخالفة للأمر الإلهي الأول وناجم عنه باتجاه الإفساد الأرضي ، ومواجهته من خلال مشروع الاستخلاف الإلهي لآدم على الأرض. ولتبدأ مشروع النبوات في مواجهه خط الشيطان والإفساد الأرضي .. ورغم جدلية الارتباط في المشروعين إلا أنهما سيبقيان متناقضان تماما...

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }البقرة36
سورة البقرة  : 36

إذا النزول هو مؤقت : وهذه المرحلة الزمنية بكل محتوياتها هي مضمون حالة العلم الله الغيبي وهو المتجسد من حالة الاصطفاء والخيارات الالهية في :  (الأنموذج الرباني الأرضي) وحتى يتأهل أبو البشر بنورانيته ورسالته وهو الممثل لحالة النبوة المحمدية والحامل لكلية أسرارها وهو أبو الخلق أجمعين وهو
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
... وهو الذي خلقت منه ومن نوره الملائكة والأنبياء أجمعين كما في توصيف أبواب رسالتنا المنشودة في هذه السطور ...
.. انه السر المكنوز في أبينا (آدم عليه السلام ) وهو صاحب هذا المشروع المكلف للقيام بمهماته ...  وهو حامل الأبوة المحمدية النورانية .. ولهذا  كان له عليه السلام والصلوات أول الابتلاءات في الجنان ... لتولد حالة النور الالهية عبر مخاضها في سياقها المتجه نحو الفوز العظيم ... فكان هذا متجسدا قبل النزول في عملية غفران المقدس من الله تعالى في علاه لكلية الحالة البشرية  ... هنا التفصيل في أسرار قصة الخلق والخلق البشري بشكل خاص ...  وان كانت قصة الابتلاء لأبينا آدم عليه السلام والصلوات هي من اخص الخصائص لمكافأة أبينا آدم وحواء عليهما السلام والصلوات لعظمة مناط التكليف الالهي الأول وهو حمل المشروع التوحيدي ونور الرسالات عبر أول كيان بشري مخلوق كان له الشرف والقدسية لحمل النور المحمدي المخلوق .. قبيل خلق ابينا آدم عليه السلام والصلوات ... وان من يتحدث عن قضية افتراض الخطيئة وقياسها بالقياس العقلي التجريدي ليرتكب حملقه في كشف النور الالهي المختزن في قلب الطينة القدسية التي خلق منها أبينا آدم عليها السلام وهو نور النبي ...
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  ...
هذه : وهو الممثل في مشروع التوبة.. ولابد أن يكون هذا السر عظيما في مطلقه.. حيث يتناسب مع المعطيات التكوينية للخليقة الكلية ومحتوياتها وأسرارها الغيبية ...

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } :
سورة البقرة : 30

 وهنا نجد في القراءة القرآنية شرطين متلازمين في هذه العملية التكوينية الإلهية الأرضية . والأولى كما جاء في المعطى القرآني متمثل في العملية الأولى لهذه الخليقة (آدم عليه السلام) وهو العلم التكويني المسبب لهذه الخليقة.... والأصل دائما يتفرع عنه الاستثناء .. والعلم الاستثنائي بطبيعته هو علم إلحاقي للأصل.. وهو ما يعبر عنه بتفاصيل الحالة.. إذ من الخطأ القول أن آدم قد تعلم كل أسماء هذه الأدوات.. لأن روح الله جبرائيل عليه السلام .. كان يلازمه ويزوده بهذه المواصفات الالحاقية لأصولية الخليقة والتي عليه السلام هو أحد شروطها التكوينية الرئيسة.. وكان أول هذه العلوم كما سيجيء في تفسير حالة آدم : هو أن جبرائيل علمه كيفية التكاثر  ـ الكينونة ـ مثلا.. (1)
وهو الأصل في تتويج الخليفة وأصل الخليقة !! وهنا ندرك بمثل هذه المدلولات أن هذه الأسماء التي تعلمها هي سر مكنون  لا تدركه الملائكة .. لأنه في علم الله الأزلي كان ومكنون .. فهم عليهم السلام لا يدركون قيمة المعادلة والمحتويات التفصيلية للرسالات وعلاقتها بهذه الخليقة الآدمية.. وهنا قوله تعالى واضحا تماما لا لبس فيه :

{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31
سورة البقرة : 31
 فالوصف هنا قد حدثت من إبليس لآدم في الجنة{فأزلهما الشيطان}.. والحوار التكميلي لبدء الحالة جاء في قول إبليس لعنة الله فيما أخبر عنه ربنا جل في علاه...

{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }: الأعراف16
الأعراف: ١٦ –  ١٧
أي عابدين!
فهذا الترصد الشيطاني المنهجي كان قبل نزول آدم للأرض!  وبعده تجلت الحالة التكميلية التعبوية وإيجاد قواعد القوى الشرية ، وهو ما عرفه القرآن بالاستفزاز :وهو قوله الله تعالى في علاه :
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
سورة الإسراء : ٦٤…
وهذا كله كان على مسمع الملائكة وهم الشاهدين على
 الحالة بتفاصيلها الأولية..
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } :
سورة البقرة: 30

ومشروع الغواية: هو فعل شيطاني مقدر وملازم لهذا الفعل الشري لإبليس : وفي سياق هذا التقدير الإلهي كان يظهر المصطلح الجديد في القرآن : الشيطان .. وهو الحوض السوداوي الشري المطلق . والمستوعب لكل الحقائق المنحطة في الأرض عبر أجيال هذه الخليقة ..
{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }:
 سورة الحجر39

: أي وصف كلي لنزول الشيطان على الأرض وهو فعل إبليس والجزاء هو جزاء إلهي.. موازيا لقيمة الفعل الشيطاني.. وهذا الجزاء هو علم أزلي إلهي خاص.. وهنا يحدد العلم الأول وطبيعته وتفاصيله، وهو أن هذا المعطى كله يحتوي على السر الإلهي في هذا التقدير الغيبي، وهذه الأسرار الإلهية والعطاء الروحي الثوري هوالمكنوز في أصل الكلمات في الكلمة ؟؟ ولهذا يبرز لنا في القرآن المصطلح الأخطر والبديل وهو : الكلمة الطيبة كمصطلح استيعابي نوراني قادر على تحريك هذا المكنوز والعطاء الإلهي وتحويله لثورة إلهيه في الأرض .. ولهذا طرح القرآن أصول الكلمة النورانية  " الطيبة " في مواجهة أصول الكلمة الخبيثة " وهو قوله تعالى في علاه  :
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } سورة إبراهيم : الآية : 26

وهو نزول رسالة النبي محمد ..
صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ...

وأن هذه الكلمات هي أصل الخليقة أو مبررات أصولها في العلم الغيبي وهو الخيار المواجه لأصول الشجرة الملعونة و المتمثل في بروز المصطلح  القرآني : الشجرة الخبيثة .. إنها الشجرة الغاية والمصطلح تتبلور في زمن الخاتمة ...

والمتمثل في  التقدير الإلهي بحتمية الانتصار لقوى الحق الإلهي ودفعها من خلال الصراع المستمر وهو ما أصطلح عليه القرآن :
" بمصطلح التدافع "
 ومن هنا كان الخيار الإلهي عبر حالة الاصطفاء الأزلي الإلهي يؤكد خلافة النور المحمدي كنقيض للمشروع الابليسي في الأرض .. ولهذا نصل إلي قراءتين في القرآن : القراءة الأولى  هي القراءة النورانية في أصل الخلق بمحمد صلوات الله عليه وآله الطاهرين .. والقراءة الظلامية وحامل لؤاءها السفلي المنحط : الشيطان هذا ما سنفصله بعد ..
وأما العلم الثاني التكميلي أيضا  فقد حدد أيضا بكلمات الله: وهي أسماء لعلم إلهي لدني خاص..ولكن هذا العلم: هو الضمانة لقبول التوبة من آدم عند الله الخالق ..
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37 سورة البقرة: ٣٧...

وجاء بعد القبول الرباني للتوبة مشروع النزول الأرضي والهبوط الأرضي إلحاقي لقبول التوبة، وكان هذا الهبوط من بدايته محمولا بالخطيئة والتوبة والنبوة أيضا الرسالة.. وهنا لزم التنويه أن حالة الغفران كانت لازمة قدرية إلهية كرامة للنور الرباني المحمول في ظهره عليه السلام  وهو نور النبي الأعظم
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
.. وفي سياق السمة الإلهية :العدل والنقيض للظلم كان هذا الإسم العلي يرسم صورة العدل الأول : في أول قضية للتصارع .. بين قيم النور وقيم خيار الظلام .. وكان العلي الكبير  يفرز من بين ثنايا الغفران حالة الولادة النورانية الأولى .. وكان آدم حامل أول إعجاز إلهي ينزل نحو الأرض برسالة واضحة المعالم تجلله العزة الإلهية في ترشيحه لزرع بذرة النور الحق  الأولى في الأرض ... 
 ولا معنى لما دشنه الكتاب ممن تناولوا التفسير حول نسج القصص الإسرائيلية وكتاب العهد القديم وهي تحط من قيم الخيار الإلهي !! ان ما نؤكده في قراءتنا المخصوصة القول : ان أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام كان يدرك السر الإلهي المحمول في صلبه المطهر ، وهوا لسر النوراني المحمدي المقدس ... 
 ولهذا كان آدم أبو البشر معظما في ترشيحه معتزا بخيار ربه ... بقامته ينزل نحو الأرض :رأسه يلامس السماء 
وقدماه على الأرض !!!
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } :
سورة البقرة: ٣٠...

فهو عليه السلام حامل لواء التعبئة النورانية الأولى .. 
لمشروع الكلمة المقدسة الأولى .. عليك السلام يا أبانا .. 
أبا البشر آدم ، يا حامل كل النور وكل الوهج .. يا حامل ثورتنا الأولى ونورنا الأول ... وأنت تؤكد كلمة الحقيقة الأولى 
لولدك الأول وخليفتك من بعدك .. : 
شيت ولدك :هبة الله ..النبي عليكما السلام  والصلوات :  
" أي بني أنت خليفتي من بعدي ، فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى ، وكلما  ذكرت الله فأذكر إلى جنبه اسم محمّد ، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش ، وأنا بين الروح والطين ، كما أني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمّد مكتوبا عليه ،وان ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا ، ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين ، وعلى ورق قصب آجام الجنة ، وعلى ورق شجرة طوبى ، وعلى ورق سدرة المنتهى , وعلى أطراف الحجب ، وبين أعين الملائكة ، فأكثر ذكره ، فإن الملائكة تذكره في كل ساعتها " .  (2) ...

فهاهي بوابات القبول والرضا من الله على عباده من بداية الخليقة إلى قيام الساعة .. وهي أسماء متعلقة بحالة اللاهوت الأرضي كلها ومشمولا بكل تفاصيله...

{ أعلم مالا تعلمون} :

وأعلم هنا فعل استقبالي شارح للفعل الإلهي والتقدير الإلهي فيه هو الخليفة  .
والخليقة : هي عملية متلازمة مع خلافة الله لآدم عليه السلام  على الأرض...
{إني جاعل في الأرض خليفة} والعلم الإلهي لآدم هو علم مباشر.. لأن آدم كان على تماس مع ربه لأنه خلقه  جل وعلا  بيده ، كما أجمعت كل الروايات. وليس بواسطة جبرائيل: لأنه دوره وهو روح القدس متعلق بحالة النزول أو مشروع الخلافة والشهادة. وهو في الأصل هدفه إرساء القواعد الإلهية في الرسالة الخاتمة . وهي رسالة سيد الخلق محمد r وآله ولهذا سمي آدم (أبو البشر) وفي أصل التكوين سمي (أبا محمد) وفي الجنة سيكون اسمه (أبا محمد أيضا) ..
(3)  ... روى جابر أن النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  قال:
" ليس أحد يدخل الجنة إلا جرد مرد إلا موسى ابن عمران فإن لحيته تبلغ سرته وليس أحد يكني إلا آدم، فإنه يكني أبا محمد" .
(4) وعن سيدنا  جعفر الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي  عليهم السلام قال : قال :
 رسول الله
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
" أهل الجنة ليس لهم كنى إلا آدم فإنه يكني أبا محمد" .   (5)
تعظيما وتوقيرا" (6)
وهذه الحالة ستكون مشابهة في نبي الله إبراهيم
عليه السلام والصلوات ...
  أيضا .. لتأكيد الخصوصية الإلهية لمحمد
صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
.. وإذا كان سر الخلق أصلا للتأكيد والتهيئة للرسالة الخاتمة ، فالألزم أن تكون كل هذه الأسماء والكلمات هي خاصة بهذا المختار الأعظم في الخلق : وهي اسمه وأسماء آل بيته في السماء : وهذه الأسماء : وكما نقلنا في قراءتنا ستكون هي بوابة القبول والقسم عن الرب الأعلى ، بها سواء عند الأنبياء أجمعين أو عند بني إسرائيل كما فصلنا ذلك في قراءتنا وهنا لم يجز الله تعالى التوسل إليه من أهل الأرض والسماء إلا بمحمد

صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :

. وهو صاحب الوسيلة والشفاعة العظمى من دون كل الأنبياء والخلائق أجمعين.. ولهذا كان الإنباء الأول للخلائق بما فيهم الملائكة عن سر هذه الأسماء المعظمة من آدم ذاته  ...
{ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } :
سورة البقرة : 33
وهنا الإنباء عن الإسلام و التسليم " ويسلموا تسليما " إنباء معرفي وإطلاعي.. ولابد أن يكون أمام الملائكة وهم الشهود الأول على الخلق أن يكون علم إشهادي وليس إخباري فقط..
يقول جدنا الإمام أبو الحسن العسكري عليه السلام  في تفسيره للآيات:
:"إن الله تعالى لما خلق آدم وسواه، وعلمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحا خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق. فسجدوا لآدم إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة كلها، واستكبر وترفع، وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين"
وقال سيدنا : علي بن الحسين عليهما السلام... حدثني أبي عن أبيه عن محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
قال.. قال:  " ياعباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه. إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور ولم يتبين الأشباح. فقال:يا رب ما هذه الأنوار؟
قال الله عز وجل:

أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك، إذ كنت وعاء لتلك الأشباح ، فقال آدم : يا رب لو بينتها لي : فقال الله عز وجل: أنظر يا آدم إلى ذروة العرش فنظر آدم ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم إلى ذروة العرش. فانطبع فيه صور نور أشباحنا التي في ظهره، كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا ...
..فقال يا رب ما هذه الأشباح ؟ قال الله تعالى : يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي : هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له اسما من اسمي، وهذا علي وأنا العلي القدير، شققت له اسما من اسمي.
وهذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويسيئهم، فشققت لها اسما من اسمي . وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن.. والمجمل شققت اسميهما من اسمي. هؤلاء خيار خليقتي كرام بريتي، بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسل إلي بهم يا آدم ، وإذا دهتك داهية فاجعلهم إليّ شفعاءك، فإني آليت على نفسي قسما حقا، ان لا أخيب بهم أملا ، ولا أرد بهم سائلا.. فذلك حين زلت منه الخطيئة، دعا الله عز وجل بهم، فتاب عليه وغفر له"
(7) .. وأما قوله الله تعالى في علاه :

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ *  فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } :
سورة البقرة : 35 - 37
قال الإمام العسكري عليه السلام في تفسير الآيات :

" إن الله عز وجل لما لعن إبليس بإبائه وأكرم الملائكة، بسجودها لآدم وطاعتهم   لله عز وجل أمر بآدم وحواء إلى الجنة وقال: " ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها (من الجنة) رغدا واسعا (حيث شئتما) بلا تعب – الشجرة التي نهى عنها، إنها شجرة علم
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
       (ولا تقربا هذه الشجرة)
 – شجرة العلم - شجرة علم محمد وآل محمد عليهم 
السلام وآله الذين آثرهم الله عز وجل بها دون سائر خلقه.
فقال الله  تعالى في علاه :
{ولا تقربا هذه الشجرة}
شجرة العلم فإنها لمحمد وآله خاصة.. دون غيرهم، ولا يتناول منها إلا بأمر الله إلا هم.. ومنها ما كان يتناوله النب
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
وعلي وفاطمة والحسن والحسين. صلوات الله عليهم أجمعين بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا 
بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب...
وقال الله تعالى في علاه :

{ ولا تقربا هذه لشجرة}

تلتمسان بذلك درجة محمد- وآل محمد – في فضلهم
،  فإن الله تعالى خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم...
 وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله عز وجل ألهم علم
الأولين والآخرين من غير تعلم. ومن تناول منها 
بغير إذن الله خاب مراده وعصى ربه {فتكونا من الظالمين} ...
بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها ...
غيركما إذا أردتما بغير حكم الله" ..
(8) وأن الجنة قد نورها نور السموات والأرض بذكر كلمته النور محمد  فأشرقت الجنة قبل الأرض
بنور ربها : وهو نور
محمد  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
...
وهكذا نصل إلى أن جميع ثمار الجنة أو التفاحات التي أرسلت من قبل الله إلى علي وفاطمة الزهراء. وإلى الحسن والحسين..عليهم السلام .. والتي نصت عليها الروايات النبوية الصحيحة.. هي من شجرة أهل البيت التي كان فيها العلم الأزلي .

*******************************

مركز دراسات أمة الزهراء فلسطين

سجلت الرسالة في سنة 2000   ميلادية

*******************************

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

و  صلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين    

بقلمي
الشيخ والمفكر الاسلامي 
محمد حسني أحمد البيومي
جودة الهاشمي

محمد نور الدين الهاشمي

أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة


ويعاد نشرها من جديد في ...

بتاريخ 8 ذو القعدة  1432 هجرية....,
أكتوبر 20011  ميلادية




تتبع بمشيئة الله تعالى البقية في
المجموعة الثانية... 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق