الخميس، 28 يونيو 2012

خلق الله آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين – المجموعة 2


 


خلق الله
آدم عليه السلام
من أجل
محمد صلى الله عليه
وآله  ...
الطاهرين  
ج
المجموعة  الثانية

.......................................

وقال الله تعالى في علاه  :
{ ولا تقربا هذه لشجرة} ... 
تلتمسان بذلك درجة محمد- وآل محمد – في فضلهم
،  فإن الله تعالى خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم...
 وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله 
عز وجل ألهم علم الأولين ...
والآخرين من غير تعلم. ومن تناول منها بغير 
إذن الله خاب مراده وعصى ربه :
{فتكونا من الظالمين} ... 
بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها 
غيركما إذا أردتما بغير حكم الله"
(8) وأن الجنة قد نورها نور السموات والأرض بذكر كلمته النور محمد  فأشرقت الجنة قبل الأرض بنور ربها : 
وهو نور محمد صلى الله عليه وآله المطهرين ...
وهكذا نصل إلى أن جميع ثمار الجنة أو التفاحات التي أرسلت من قبل الله إلى علي وفاطمة الزهراء. وإلى الحسن والحسين... 
عليهم السلام .. والتي نصت عليها الروايات النبوية الصحيحة...
هي من شجرة أهل البيت التي كان فيها العلم الأزلي .
.. وقد ورد في الأثر أنه عندما نزلت 
التفاحات إلى الحسن والحسين وكانا يحفظان القرآن أطعما محفظهما منهما فأضحى وأصبح يتكلم بالعلم اللدني حتى وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه  وآله وسلم ومنعه عن ذلك . في قوله صلى الله عليه وآله  : " إفشاء سر الربوبية كفر" ...
وقد ورد أيضا في السياق أنه بعد أن نزل النبي ...
محمد صلى الله عليه وآله من رحلة الإسراء: 
كان قد أكل في الجنة من شجرة دله عليها جبرائيل 
عليه السلام وهي شجرة التفاح ...
وعندما نزل إلى الأرض مباشرة...
 اجتمع بأمنا خديجة عليها الصلاة والتسليم. فقدر الله تعالى أن تكون من هذه التفاحة: فاطمة بنت محمد عليها وعلى نبينا الأعظم ألف الصلاة والتسليم...  وكان رسول الله كلما تذكر ذلك.. بعد ميلادها وحتى بلوغها يأتي فيقبلها .. في نظرة روحية سماوية ... 
 ففاطمة عليها السلام  المفطومة وذريتها عن النار 
هي روح من روح الله ونور من نور العرش والجنان... 
 وكيف لا وهي بضعة النور المقدسة وأم الأئمة وهم الأمة المصطفاة ...
 انه نور الله المستودع فيها .. يحنو في قلب الذاكرة النبوية .. القبلة فيها الحنو لقلب الذاكرة والمستودع النوراني الأول .. انه عرش الرحمن ...
يرسم نوره ...
نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
فيكون نور على نور ... 
ألم يصف النبي الأعظم الزهراء أنها أم أبيها " 
صلى الله عليه وآله الطاهرين ...
فهم حوض النور و حوض الاصطفاء ...

.. وعندما كان يسأل عن ذلك فيقول:
القصة وكأن فاطمة هي تفاح الجنة أو شجرة رسول الله محمد وأهل بيته. فكان العلم كله من الله لفاطمة ثم أبنيها العظيمين سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين . وكان علي وفاطمة الأجداد العظام لأهل البيت هم أول من أطعمهما الله من هذه الشجرة المباركة... 

ومنها جاء الأئمة الإثنى عشر السادة 
من أهل البيت عليهم السلام ... 
وهم أئمة العلم والهدى 
والذين أعز الله بهم الدين 

إلى يوم القيامة ...
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن الله عز وجل اختار العرب فاختار كنانة من العرب واختار قريشا من كنانة واختار بني هاشم من قريش واختارني من بني هاشم"
(9).. عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وآله فسمعته يقول :" بعدي اثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته، قال: قال كلهم من بني هاشم"
(10)... وعن الشعبي عن مسروق قال: 
بينما نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى: 
هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة، قال له: 
إنك لحديث السن وإن هذا لشيء ما سألني أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكون بعده إثنى عشر خليفة بعدد
 نقباء بني إسرائيل (11)
.. عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  :" لما خلق الله الخلق، إختار العرب، ثم إختار من العرب قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة"
(12) قال صلى الله عليه وآله :
"لا يزال هذا الدين عزيزا إلى إثنى عشر خليفة"
(13)  . ولفظ مسلم للحديث :" لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم إثنى عشر خليفة، كلهم تجتمع عليه الأمة"
(14) "لا يزال الدين ظاهرا إلى أن يبعث الله إثنا عشر خليفة وكلهم من قريش"
(15) وهم أولياء الأمة ونقباؤها وأهل العلم والحكمة ومعدن الرسالة وامتداد شجرة النبوة.
وقد روى عبد الله بن عباس عليه السلام عن :
رسول الله محمد صلى الله عليه وآله قوله:
" من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه  وليقتد بالأئمة من بعدي  فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي"
(16) وهؤلاء هم الأسباط الذين أنبتهم الله  العظيم الأعظم أنوارا في عرشه المعظم من صلب نبيهم الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وهم الوجه الآخر لقرآن الله العظيم ووعاء سر كلماته ونهضة دينه إلى يوم الدين . وهم المخلوقين من نور الله 
قبل منشأ الخلق كما سيجيء؟!! 
وهم القرآن الذي يمشي على الأرض كجدهم الأعظم 
محمد صلى الله عليه وآله والذين عصمهم وطهرهم 
منذ أطعموا من تلك الشجرة النبوية المقدسة...

{  لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  } :
 الأحزاب: ٣٣
فهم شجرة النبوة المباركة التي ذكر الله العظيم في قرآنه المعظم...  ومن حاد عن الاستظلال بهذه الشجرة، سيكون ظله النار والحرور في الدنيا والآخرة... ومن ارتضى القيادة لغيرهم فقد عصى الله وابتغى سبيلا غير سبيله؟. والله منه العفو والعافية للمسلمين...
وأما عن قوله تعالى في سورة إبراهيم عله السلام :
{   تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }  : إبراهيم : ٢٤ – ٢٦

   وفي التفسير عن  سيدنا الباقر عليه السلام قال:  

الشجرة: رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم، فرعها علي عليه السلام ، وعنصر الشجرة فاطمة  عليها السلام، وثمرها أولادها وأغصانها وورقها شيعتها. وعن النبي  
محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله قال:
"أنا شجرة فاطمة فرعها، علي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا أوراقها  " ...
(17)       وفي سورة الإسراء قوله تعالى في علاه :
(18)       
{  وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا  }  :  الإسراء: ٦٠

 قيل في التفسير: (الشجرة الملعونة في القرآن) ...

هم بنو أمية . أخبره الله تعالى بتغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته وهذا التأويل قاله سعيد بن المسيب رضي الله عنه المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة 
رضي الله عنها لمروان:" لعن الله أباك وأنت في 
صلبه فأنت بعض من لعنة الله" .
(18)  وقد شرحنا هذا الموضوع تفصيلا في كتابنا : (أهل البيت: الولاية- التحدي- المواجهة) ..
وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه :أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في منامه قوما يعلون المنابر فشق عليه فأنزل الله تعالى :
{ والشجرة الملعونة في القرآن}
(19) وقول ابن سعد: "إنها رؤية مناميه رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وآله قوما يعلون على منابره ينزون نزو القردة فساءه".. وفي شرح ذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه  عن رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
"رأيت في النوم بني الحكم أو بني العاص ينزون على منبري كما تنزوا القردة". قال:
 "فما رئي النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بعدها مستجمعا ضاحكا حتى توفي" .
(20) وقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين  يقول :
" ليرعفن على منبري جبار من جبابرة بني أمية فيسال رعافه".. قال: " فحدثني من رأى عمرو بن سعد بن العاص رعف على منبر رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  حتى سال رعافه " .
(21) وعن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين :
" لا يزال هذا الأمر معتدلا قائما بالقسط حتى يثلمه
رجل من بني أمية "
(22) وقال  :
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
:" ليفتقن رجل من ولد أبي سفيان في الإسلام فتقا لا يسده شيء"
(23)   وهكذا صدقت الرؤيا والنبوة فكان بني أمية هم المرشحون من قبل إبليس سيدهم لاجتثاث شجرة النور المباركة من الأرض. ولهذا سوف يستأصلون من كل الأرض هم والسفيانى سواء بسواء ... كما اجتثهم رسول الله في بداية الظهور الإسلامي الأول:
  وهذا هو مفاد قوله تعالى في علاه :   

{  يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ }   إبراهيم: ٢٦  ،27
  أي لن يكون لهم ولا للسفياني الأموي عدو الله الأول خادم الدجال المؤهل من قرار في كل الأرض.

(24)
وهنا لزم في هذه المداخلة التفسيرية التأكيد على أسرار النزول لآدم عليه السلام . وأن من ذريته من يهدمون الدين ويلتزمون خيار الشيطان وإبليس ويسيرون على خطى الدجال في مواجهة نبي الله محمد وآل بيته عليهم صلوات الله وسلامه ، و هم الذين أدخلهم الله أنوارا في ظهره  لتشرق الأرض بهم بنور ربها ، ورغم كيد اليهود وبني أمية أشرقت الأرض بنور ربها كما قال الله في قرآنه المعظم..     وهنا قوله تعالى في مدخل الآيات في خلق آدم عليه السلام . حين         خاطب الملائكة
{ بحق الكلمات الخمس وهم محمد وعترته أهل بيته المطهرين عليهم السلام والصلوات ...  }  
... قوله تعالى في علاه :

 { فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } ...
 وتشاء الأقدار الإلهية أن يكون رسول الله محمد وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام  .. هم الكلمات العظام التي علمها الله تعالى  لآدم في بداية الخلق وخلال القسم إلى الرب  تعالى بالتوبة...  
 وقد ذكر كثير من المفسرين حتى من غير الموالين لأهل البيت أن هذه الكلمات هي محمد وأهل بيته عليهم الصلاة والتسليم...

من أجل محمد كانت الخليقة ؟

يقول القرطبي في الجامع في تفسيره للآية..
"وقالت طائفة: رأى ـ أي آدم ـ  مكتوبا على ساق العرش : محمد رسول الله فتشفع بذلك، فهي الكلمات" ..
(25) ولم يقل من هم هذه الطائفة !! والحق أن من نقل هذه الشهادة الإلهية هم أتباع ومحبي  أهل البيت عليهم السلام على مدار العصور!!
فقد روى عبد الله بن العباس عليه السلام قال:
أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام :
"آمن بمحمد صلى الله عليه وآله الطاهرين :
 وأمر أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن "
(26)  ...
قال الإمام جمال الدين محمد بن جملة (الدمشقي):
ليس مثل هذا للملائكة ، ولا لمن سواه من الأنبياء ..
وما عجب إكرام ألف لواحد
 لعين ألف عين وتكرم
وروى الديلمي في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنه
 أن رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال :
" أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله يقول لولاك ما خلقت الجنة  ، و لولاك ما خلقت النار" وروى سلمان الفارسي (أبو عبد الله بن الإسلام) رضي الله عنه  قال  :
"هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين  فقال: إن ربك يقول لك.. "إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم عليّ منك ، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرّفهم كرامتك ومنزلتك ، ولولاك ما خلقت الدنيا ".
(27)  وفي فتاوي شيخ الإسلام البلقيني، وشفاء الصدور لابن سبع عن علي عليه السلام والصلوات ...
  عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :   
عن الله عز وجل أنه قال:
"يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي
ولا رفعت هذه الخضراء ، ولا بسطت هذه الغبراء".
(28) وذكر المصنفان المذكوران في رواية أخرى. عن علي عليه السلام أن الله تعالى قال لنبيّه ...
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين :
"من أجلك أبطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء ...
 واجعل الثواب والعقاب والجنة والنار"
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جـــسد
هذا النـعيم هم المقيــم إلى الأبد
روح الوجود حياة من هو واحـد
لـولاه مـا تـم الوجود لمن وجد
عيسى وآدم والصدور جميــعهم
هـم أعـين هـو نـورها لمّا ورد
لوأبصر الشيطــــان طلعة نوره
في وجه آدم كان أول من سجد
أو لو رأى النمــرود نور جماله
عبد الجليل مع الخليل وما عند
لكن جمال الله جـل فــلا يـــرى
إلا بـتـوفـيـق مـن الله الصـمـد
.. ولله در العارف بالله السيد علي بن أبي الوفا قال في محمد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  :

(29) آدم عليه السلام يستشفع لربه بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله من أجل توبـــــته؟
(30) لهذا خُلق سيد الخلق أجمعين ليكون شفيعا للأنبياء والأمم.. وقد تجسدت أول ما تجسدت هذه الشفاعة في توبة الله تعالى على آدم بعد الخطيئة .
وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طرق عدة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله r وآله :
" لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد ان غفرت لي، فقال الله : فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعتُ رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا (لا اله الا الله محمدا رسول الله) ، فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم إنه أحب الخلق إلي، وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك" ..
قال البيهقي : تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه..
(31) وفي تاريخ دمشق قال ابن عساكر رحمه الله
في قوله الله تعالى في علاه :
{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ   }  :  البقرة: ٣٧ ...
 قال:" لما أصاب آدم الذنب نودي: ان أخرج من جواري، فخرج يمشي بين شجر الجنة، فبدت عورته، فجعل ينادي: العفو العفو، فإذا شجرة قد أخذت برأسه، فظن أنها أُمرت به، فنادى بحق محمد ألا عفوت عني، فخُلي عنه، ثم قيل له: أتعرف محمدا؟، قال: نعم، قيل: كيف؟، قال لما نفخت في يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه"
(32)  وهكذا في الوقت الذي أخذت الشجرة برأس آدم.. كان الندم والاستغفار يلازمه قبيل أن يؤمر بالقسم بالنبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 والتلقي للكلمة والكلمات عموما هي من الله بدليل قوله تعالى في علاه : 
{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } ...
 ودعاءه الخاص كما ورد في رواية سيدنا جعفر الباقرعليه السلام والصلوات  ، والذي رواه أغلب المفسرين عن آل البيت عليهم السلام.
{  وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ  } القصص: ١٦ …{  قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44 }  النمل: ٤٤...
 وبعد الاستغفار العاجل كان لزاما عليه بالقسم إلى الرب العظيم عنده وهو محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  .. "وهذه الرواية تختص بأهل البيت عليهم السلام –وتفيد – ان آدم رأى مكتوبا على العرش أسماء معظمة مكرمة، فسأل عنها فقيل له: هذه أسماء أجل الخلق منزلة عند الله تعالى والأسماء – هي – محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فتوسل آدم عليه السلام والصلوات ...
  إلى ربه بهم في قبول توبته ورفع منزلته .. قوله {فتاب عليه} وقيل : تاب عليه: أي وفقه للتوبة وهداه إليها بأن لقنه الكلمات حتى قالها، فلما قالها: قبلت توبته "...
(33) وفي تفسير الإمام العسكري قال سيدنا الإمام أبو محمد العسكري عليه السلام :
 " توسل آدم عليه السلام والصلوات ...
  بمحمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  ...
وقبول توبته بهم عليهم السلام والصلوات ...

قال آدم عليه السلام والصلوات ...
  : فلما زلت من آدم الخطيئة،
واعتذر إلى ربه عز وجل ...
 قال : يا رب، تب علي، واقبل معذرتي، واعدني إلى مرتبتي، وارفع لديك درجتي. فلقد تبين نقص الخطيئة، وذلها في أعضائي وسائر بدني ...

قال الله تعالى في علاه  :
يا آدم أما تذكر أمري إياك بأن تدعوني بمحمد وآله
الطيبين عند الشدائد ودواهيك – وفي النوازل – التي تبهظك ؟ قال آدم : يا رب بلى. قال الله تعالى له : (فتوسل بمحمد)
و (علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم خصوصا) . فادعني أجبك إلى ملتمسك وأزدك فوق مرادك. فقال آدم: يا رب، يا إلهي وقد بلغ عندك من محلهم أنك بالتوسل إليك بهم                      
تقبل توبتي وتغفر خطيئتي. وأنا الذي أسجدت له ملائكتك 
وأبحته جنتك، وزوجته حواء أمتك، وأخدمته كرام ملائكتك !!! 

(34)  قال الله تعالى في علاه  : 

يا آدم إنما أمرت الملائكة بتعظيمك و – السجود لك –
إذ كنت وعاء لهذه الأنوار، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها، وأن أفطنك لدواعي ...
عدوك إبليس حتى تحترز منه، لكنت قد جعلت ذلك...
 ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقا لعلمي...
 فالآن فبهم فادعني لأجيبك. فعند ذلك قال آدم: 
اللهم بجاه محمد وآله الطيبين .. بجاه محمد وعلي وفاطمة، والحسن والحسين الطيبين من آلهم لما تفضلت - علي –
 بقبول توبتي وغفران زلتي وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي . فقال الله تعالى :
{ قد قبلت توبتك وأقبلت برضواني عليك، وصرفت آلائي ونعمائي إليك واعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ووفرت نصيبك من رحماتي ... } ...

 فذلك قوله تعالى في علاه :
 {   فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ  }  : 
 البقرة : ٣٧ ...

وفي تفسير هذه الآية أيضا ...
 ذكر الإمام السيوطي في الدر المنثور:

أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب ...
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء ...
 فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي؟
فأوحى الله إليه ومن محمد ؟ فقال: تبارك اسمك، لما 
خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب :
 (لا إله إلا الله محمدا رسول الله ) فعلمت أنه ليس أحد 
أعظم عندك من ذريتك ولولاه ما خلقتك " ...

(36) :"وأخرج ابن المنذر عن " سيدنا "  محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب قال: لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه، واشتد ندمه، فجاءه جبريل فقال: يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ فقال: بلى يا جبريل. قال: قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وأمدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح. قال: فأقول ماذا يا جبريل؟ قال: فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير. ثم تبوء بخطيئتك فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي. قال: ففعل آدم، فقال الله: يا آدم من علمك هذا؟ فقال يا رب إنك لما نفخت فيّ الروح فقمت بشرا سويا. اسمع وأبصر وأعقل وأنظر إلى ساق عرشك مكتوبا (بسم الله الرحمن الرحيم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله) فلما لم أر أثر اسمك اسم ملك مقرب ولا نبي مرسل غير إسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك. قال: صدقت. وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال: فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور، لم ينصرف به عبد من عند ربه. وكان لباس آدم النور...
 قال الله تعالى في علاه :
{  نور على نور  }  :  ثياب النور...

 قال: فجاءته الملائكة أفواجا تهنئه يقولون: لتهنك توبة الله يا أبا محمد...
وفي رواية أخرى للدعاء بالتوبة...
" اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي ...
إنك أنت الغفور الرحيم... } ...
 اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملتُ سوءا وظلمت نفسي، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقاها آدم"
- وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين ...
 عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأل الله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلا تبت علي، فتاب عليه " ..
(37) : وروى الحاكم والطبراني عن عمر بن الخطاب 
رضي الله عنه الله ...
قال: قال رسول الله محمد :
صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
" لما اقترف آدم الخطيئة قال:
يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي...
 قال: وكيف عرفت محمدا؟ قال:

" لأنك  لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، 
رفعتُ رأسي وعلى قوائم العرش مكتوبا :
 لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقلتُ : إنك لم 
تُضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك. قال:
صدقت يا آدم ولولا محمد ما خلقتك " ...

(38)  وقد ذكر السيوطي الحديث بسنده كما بينا ..
والبيهقي في دلائل النبوة 5/789
وعقب الصالحي الشامي رحمه الله على الحديث
الشريف فقال:

" قال الإمام الزاهد الشيخ إبراهيم الرقي رحمه الله تعالى : 
" لو لم يتب عليه لبقى هو وذريته في دار السخط إلى الأبد ... 
 فما ظنك برجل واحد شمل العالمين كلهم بركته، حتى صُولح به المتمردون ورزق به المحرومون وجُبر به المنكسرون وأنقذ به المعذبون، ومن العجب أن ننتظر شفاعته يوم القيامة وقد سبقت شفاعته فينا وفي أبينا من أول دنيانا، فهو 
مُطهر الباطن والظاهر مُبارك الأول والآخر"
وروى ابن الجوزي بسند جيد عن ميسرة رضي الله عنه 
قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ 

قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" لما خلق الله الأرض واستوي إلى السماء فسواهن 
سبع سموات وخلق العرش، كتب على ساق العرش :
محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله تعالى الجنة التي سكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والختام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرّهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه " ...





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق