الخميس، 28 يونيو 2012

خلق الله آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ــ المجموعة 4





خلق الله
آدم عليه السلام
من أجل
محمد صلى الله 
عليه وآله
الطاهرين ... 

المجموعة الرابعة  ...


(75)  وهذا يفيد بوضوح أن خلق النبي الأكرم صلى  الله عليه وآله وسلم كروح نورانية كان قبل خلق آدم من الطين . وأعطى النبوة قبله في الخلق الأسبق . وعندما قدر الله أن تنتقل هذه الروح النورانية المخلوقة والمقدرة قبل خلق السموات والأرض انتقلت النبوة من عالم الذر والخلق إلى علم الوجود في الأرض ...
 أي بعد أن كانت مقدّرة في أم الكتاب كما جاء ذكره... 
 وهذا يؤكده رواية أوضح ثانية :
وهو قوله صلى الله عليه وآله الطاهرين :
" كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد".. (76) 
 رواه ابن عساكر . وأخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد " .. (77)
حديث حسن صحيح.. رواه أبو سلمه عن أبي هريرة. ويؤكده الحديث الآخر الوارد في مسند أحمد بن حنبل: عن ميسرة الفخر قال: قلت يا رسول الله، متى كتبت نبيا؟ قال:" وآدم بين الروح والجسد ." ..
(78) وروى أبو نعيم في الدلائل وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا:"كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث"  .. " 
فبدأ بي قبلهم " (79)
وأخرج أبو نعيم الأصفهاني في الدلائل عن الصنابحي عن عمر بن الخطاب t قال: يارسول الله متى جعلت نبيا قال:"
 وآدم بين الروح والجسد "
وروى الآجرى: في كتاب الشريعة عن سعيد بن أبي راشد قال : سألت عطاء رحمه الله: هل كان النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين نبيا قبل أن يخلق الخلق؟ قال: إي والله وقبل أن تخلق الدنيا بألفي عام "
(80)   وقد جاء في رواية ابن منده بسند مفصل عن عمر بن عنبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين يقول:" إن الله تعالى خلق  أرواح العباد قبل أن يخلق العباد بألفي عام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" وجاء عن رواية ابن منده عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الطاهرين:
" خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام .
(81) وفيما رواه الطبراني عن ابن عباس قال:
يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : 
" كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد "
(82)..." وجاء في المواهب وشرحها وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t مرفوعا أنه صلى الله عليه وآله الطاهرين قال:
"كنت نورا بين يدي ربي عز وجل. قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام" قال المحققون: وهذا ما يشير إلى النور المخلوق.
قال جابر :قلت يا رسول الله: بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال:" يا جابر:إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره   .." الحديث  .. (83)
وجاء في كتاب ينابيع المودة  للرواية المزيد من التفصيل :
" عن كتاب الأفكار للشيخ صلاح الدين بن زيد .. الشهير بإبن الصلاح الحلبي قدس الله سره :  قال : "  قال جابر بن عبد الله الأنصاري سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن أول شئ خلقه الله تعالى قال :هو نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق فيه كل خير وخلق بعده كل شئ وحين خلقه أقامه مقام القرب اثني عشر ألف سنة ثم جعله أربعة أقسام فخلق القلم من قسم واللوح من قسم والجنة من قسم وأقام الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة ثم جعله أربعة أجزاء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة ثم جعله أربعة أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة ثم نظر الله تعالى إليه فترشح ذلك النور عرقا قطرت منه 
مائة ألف وعشرون ألفا وأربعة آلاف قطرة من النور
فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ثم 
تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم أرواح الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة فالعرش والكرسي وحملة العرش وخزنة الكرسي من نوري والقلم واللوح والكروبيون والروحانيون من الملائكة والجنة وما فيها من النعيم من نوري والعقل و العلم  والحلم والعصمة والتوفيق من نوري وأرواح الأنبياء والرسل من  نوري  وأرواح الأنبياء من نوري ثم خلق الله إثنى عشر ألف حجاب فأقام الله الجزء الرابع من نوري في كل حجاب ألف سنة وهي حجاب الكرامة والسعادة والهيبة والرحمة  والرفعة ، والعلم والحلم والوقار والسكينة والصبر والصدق واليقين فلما أخرجه من هذه الحجب أضاء نوري الأرض من المشرق إلى المغرب كالسراج في الليل المظلم ثم خلق آدم عليه السلام وأودع نوري في صلبه فتلألأ في جبينه وفي سبابتيه فسأل الله عن هذا النور قال أنه نور محمد ولدك ثم انتقل النور منه إلى صلب شيت عليهما السلام ، وهكذا ينقل الله نوري من طيب الى طيب ومن طاهر الى طاهر إلى أن أوصله الله إلى صلب أبي عبد الله بن عبد المطلب  ومنه أوصله الله إلى رحم أمي آمنه ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ومبعوثا إلى كافة الناس أجمعين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين ...
 هذا كان بدء خلقه نبيك يا جابر ." (84)
ويروي صاحب كتاب الأنوار المحمدية قال :
" روى عبد الرازق بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :
" بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيئ خلقه الله تعالى قبل الأشياء  .
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" يا جابر إن الله تعالى خلق قبل كل الأشياء نور نبيك من نوره  فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ، ولم يكن في ذلك الوقت لوح  ولا قلم ولا جنة ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا انسي فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسّم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول القلم  ومن الثاني اللوح ومن الثالث العرش ،  ثم قسم الجزء أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول حملة العرش ومن الثاني الكرسي ومن الثالث باقي الملائكة ثم قسم  الجزء أربعة أجزاء فخلق من الأول السموات ومن الثاني الأرضين  ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أجزاء فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله تعالى ومن الثالث نور أنسهم وهي التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله . وعن ـ سيدنا علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه عن جده  ـ عليهم السلام أجمعين ــ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " كنت نورا بين يدي ربي قبل أن خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، وفي الخبر ،  لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام جعل ذلك النور في ظهره فكان يلمع في جبينه فيغلب على سائر نوره ، ثم رفعه الله تعالى على سرير مملكته وحملة على أكتاف ملائكته وأمرهم فطافوا به في السموات ليرى عجائب ملكوته .
وعن ابن عباس  : كان خلقه يوم الجمعة في وقت الزوال الى العصر  ، ثم خلق الله تعالى حواء زوجته من ضلع من أضلاعه اليسرى وهو نائم ، فلما استيقظ ورآها سكن إليها ومدّ يده لها  ، فقالت له الملائكة مه يا آدم قال : ولم خلقها الله لي فقالوا حتى تؤدي مهرها . قال  : وما مهرها قالوا : أن تصلي على محمد وآل محمد ثلاث مرات ..
(85) وفي رواية : " أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر !! أو ما يروى في التشكيك حتى في ولادتها عليها السلام وإضعاف موقفها عليها السلام ..هي مسألة فيها نظر كما بين الطبري !! لأن الرواية كما في تفسيره  قال : "  ثم ألقى السنة على آدم فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم عن عبدالله بن عباس وغيره ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب من نومته حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء فسواها امرأة ليسكن إليها فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقال فيما يزعمون والله أعلم : لحمي ودمي وزوجتي فسكن إليها فلما زوجه الله تبارك وتعالى وجعل له سكنا من نفسه قال له قبيلا : 
{ يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" ــ  تفسير الطبري : ج1/266، 265 ــ  وتكشف عن بصمات أموية على هذه الخروقات في الحديث النبوي !!  هذا وإن حواء عليها السلام هي رمز الكمال والعصمة المطهرة الأولي وهما الأقرب الى ملكوت الله وروحه.. وإذا كان الله الخالق المصور قد خلق أبانا آدم عليه السلام بيده وكما تعظيمه تعالى معظما !! قال الله تعالى { كل يعمل على شاكلته } / الإسراء 84 ... قال الشوكاني رحمه الله : في تفسير قوله تعالى :  " وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم  ( البقرة : 228 ) : " ولو لم يكن من فضيلة الرجال على النساء إلا كونهن خلقن من الرجال لما ثبت أن حواء خلقت من ضلع آدم " . ــ فتح القدير ج1/357 وفي كتاب :معاني القرآن للنحاس : ج5/ 251 في الآيات قال رحمه الله : أحدهما أن حواء خلقت من آدم والآخر أن المعنى خلق لكم من جنسكم أزواجا لأن الإنسان " وإجمالا الموضوع ليس موضع اتفاق عند أهل التفسير.. ورجوع العديد من المفسرين لهذه الآية لكتب العهد القديم  حول الخلق ــ سفر التكوين ــ  هوا لذي عمق الإختلاف .. والأصل اتفاق المسلمين على القرآن  وهو قوله الله تعالى في علاه : 
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 
فكان بيان الخلق على عمق الظاهر القرآني هو الخلق من النفس .. والنفس عند أهل القرآن والحديث هي الروح .. والروح هي علم من مكنون الله {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ }غافر15 ... 
 فالإلقاء هو في الجسد و هوالتكوين
{{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل  72 ... 
وبالنظر في الآيات الخاصة بالخلق نرى فيها الإرادة والجعل وهو سر تكويني خاص الجدل فيه غير حق ولا محمود  ،  قال تعالى :
{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } : الشورى11 ... 
 ونرى الجعل هو الخلق بالتتالي و نظم الخلق وحسبته ..، فكان هذا التتالي كما في قرائتنا أولا على مستوى الأرواح يوم أخذ الله تعالى الميثاق على وحدانيته ونبوة محمد نبيه الأعظم صلوات الله عليه وسلامه  .. والواضح الموجز في قرائتنا أن الله تعالى خلق قبل الخلق نور نبيه ومصطفاه محمد  r . وخلق منه كل الأشياء والأنفس والأرواح وهذا هو التتالي الخلقي المبارك وهذا الذي يحسم ويفصل في موضوع خلق حواء المعصومة عليها السلام والرضوان ...
 فإذا كان الخلق كله من أصل النور المحمدي وآدم عليه السلام هو أبو الأجساد وأصلها فإن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
هو أصل الأرواح والأنفس ... 
 وقد دللنا الله تعالى في قرآنه فكان البيان واضحا جليا 
وهو قوله تعالى في علاه :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
ومثله في : الأعراف :189 ، والزمر : 6 ، وفي الآية بيان أصل الخلق من النفس ... أي الروح النورانية المحمدية ، وهو قوله تعالى  أيضا :
{وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } الأنعام98  ...
ويفتح ذلك موضوع النشأة الأولى ، فالنفس هو محمد صلى الله عليه وآله والتكوين الخلقي كما ذكرنا هو من آدم عليه السلام . وفيها التفصيل لقوم يفقهون وهم النبي و أئمة آل البيت المطهرين عليهم السلام .. العالمون وأصل الدين والإسلام منذ الأزل ... 
 وهذا هو الميثاق الذي واثق الله به الخلق وهو الشهادة .. قال الألوسي رحمه الله : " وأخرج غير واحد عن قتادة أن هذا خلق آدم وحواء عليهما السلام فإن حواء خلقت من نفسه عليه السلام وتعقب بأنه لا يلائمه جمع الأنفس والأزواج وحمله على التغليب تكلف غير مناسب للمقام وكذا كون المراد منهما بعض الأنفس وبعض الأزواج وجعل لكم من أزواجكم أي منها " ـ روح المعاني ج14/189 ــ  والمراد هنا تحديد علاقة النفس والجسد ..
 وقد ورد في صحيحي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال
 [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا الحديث... عن النبي r : " خلق الله آدم على صورته .." (86)  والحديث مشهور في المسانيد لكن من متابعاتي للحديث أقول :  أن فيه التباس في الفهم والنقول ، فليس المعني بقول الحديث " 

على صورته يعني ـ الهاء ــ  راجعة  عليه تعالى وهذا خطأ اعتقادي  .. والأصح هو أن صورته راجعة على النبي  آدم عليه السلام  ، وفي رواية عن أحمد بن حنبل  قال  رحمه الله : في معنى قوله عليه السلام أن الله خلق آدم على صورته زعم أنه قال صور الله صورة آدم قبل خلقه ثم خلقه على تلك الصورة فأما أن يكون خلق الله آدم على صورته فلا فقد قال تعالى :"  ليس كمثله شيء"  قال يحيى بن مندة في مناقب أحمد قال المظفر بن أحمد الخياط في كتاب السنة وحمدان بن الهيثم يزعم أن أحمد قال صور الله صورة آدم قبل خلقه وأبو الشيخ يوثقه في كتاب الطبقات ويدل على بطلان روايته ما رواه أحمد بن علي الوراق الذي هو أشهر من حمدان بن الهيثم وأقدم أنه سمع أحمد بن حنبل وسأله رجل عن حديث خلق آدم على صورته على صورة آدم فقال أحمد فأين الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله خلق آدم على صورة الرحمن ثم قال أحمد وأي صورة لآدم قبل أن يخلق الطبراني سمعت عبد الله بن أحمد يقول قال رجل لأبي ...
إن فلانا يقول في حديث رسول الله 
صلى الله عليه وآله وسلم 
أن الله خلق آدم على صورته فقال على صورة الرجل 
فقال أبي كذب هذا قول الجهمية "
ـ لسان الميزان ج2/356 ــ 
 وقد جعل بعض العلماء من هذا الباب الحديث المروي في خلق آدم على صورة الرحمن قالوا وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله آدم على صورته والهاء راجعة الى آدم فتوهم بعض السامعين أنها عائدة على الله سبحانه وتعالى فنقله على المعنى دون اللفظ وهذا الذي قالوه لا يلزم وسنتكلم على هذا الحديث إذا انتهينا الى 
موضعه من هذا الباب ان شاء الله تعالى
فهذه أمثلة من هذا النوع تنبه على بقيته ان شاء الله تعالى
العلة الثالثة وهي الجهل بالإعراب ومعاني كلام العرب 25ب 
ومجازاتها وذلك أن كثيرا من رواة الحديث قوم جهال بلسان العرب "  ــ الإنصاف للبطليوسي ج1/170 ط دار الفكر بيروت  ط2/ 1463 ـ  ووجهتنا تتجه نحو عدم التجسيم للخالق بالمرة لمخالفته الاعتقاد والتجسيد كفر ولا يجوز إسقاط المعاني بدون العلم والإدراك وهكذا نفى علماء آل البيت من الأئمة المطهرين عليهم  السلام ، موضوع التشبيه والتجسيم عن الخالق : فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي " ليس مراده الأستاذية البشرية ولكن بالتلقي من القران والوحي وهكذا .. وفي السياق ذكر قوله في الحديث : خلق الله آدم على صورته حتى ذهب بعض هؤلاء الجهَّال في قوله تعالى : ( يوم يكَشفُ عن ساق ) أنها ساق ربهم - ونعوذ بالله من ضَعْفة النظر وفساد المعتبر - ولم يشكّوا أن هذه أعضاء له وإذا كانت أعضاء كان هو لا محالة جسما مُعَضًّى على ما يشاهدون من خَلْقه عزَّ وجهه وعلا قدره " ـ  أبو الفتح بن جني : الخصائص ط عالم الكتب ، بيروت ــ وهذا الموضوع يحتاج لمبحث مفصل حتى يكتمل مراده . وبهذا يكون الرد المفترض على السؤال :  أليس الله خلقها من ضلع آدم عليه السلام ؟ وفي وجهتنا نقول إن ما يروج في الأفهام من منازل التشبيه والوعي في ادراكات الحديث هوا لذي خلق العلة في الأفهام . وجعل من مفهوم أن حواء عليها السلام إنها خلقت من ضلع آدم عليه السلام قد خلق وعيا منتقصا للسيدة الكونية الأولى وهي حواء المعصومة عليها السلام والرضوان ،  وتحميل الحديث وهو متعارض مع القرآن كما ذكرنا خلق إشكالية على مستوى الفكر الإعتقادي  وهو التقليل من عظمة السيدة المخلوقة المعصومة الأولى وكذلك انتقاص من مسألة الإصطفاء الأول  وهي عليها السلام كانت على رأس هذا الإصطفاء . وأما الوصف المتخلف على ان حاملة سر الخليقة هي من ضلع أعوج  فيها انتقاص من عظمة الخالق تبارك وتعالى ، فأساس الخلق كما في القرآن الكريم أصله من النواة وهي بضعة النور المحمدية الأولى وفي مبحثنا المفيد في التوضيح ، والسمو الخلقي اقتضى بعظمته تعظيم المخلوق .. فالربط المتخلف في قصة الضلع الأعوج بالخطيئة وبالتالي القليل من قدر المرأة فيه الانحطاط بعصمتها الأولى ، وتحميل الفهم الخاطئ على ضعف المرأة وهوانها في المجتمعات ..  وكيف يكون من صلبها حمل الجسد النبوي المحمدي المشرف والأنبياء عليهم السلام .. وفيها الاعوجاج وهي مخلوقة الجنة .. وكذلك منها المختارين والسادة في الأرض ، فالفكر المتخلف هو الذي يقف وراء دونية المرأة وليس الخالق كما يريد الرواة في تأويل الأحاديث بعيدا عن تفسير القرآن بالقرآن أولا . ؟؟ ومن جهة أخرى لزم التأكيد على أن آدم وحواء معصومين في الأرض وقد نزلا من الجنة لتقدير الله في إرساء معالم الخلافة والعدل والتطهير الأرضي في مواجهة الإفساد الإبليسي .. ولهذا لا يمكن بحال مقارنة خطايا البشر في الأرض بما حدث من تقدير رباني لمشروع النزول الآدمي من السماء .. وإثارة هذه القضية هي من فعل اسرائليات التفسير والعقول القاصرة في وعي الروح ونبوة آدم عليه السلام .. فالنبوة المستخلفة هي النقيض المباشر لهيكلية الإفساد الناشئة ، ولهذا كان النزول في أصله هو التهيئة النورانية للختم الإلهي بالنبوة المحمدية  .. وهي الأصل في الخلق الآدمي وأي إساءة لآدم عليه السلام ناهيك عن أنها جهل!! فهي تشويه لملامح النبوة المحمدية .. ولهذا نؤكد أن آدم أبو البشر وأمنا حواء عليهما السلام 
والرضوان لم يحملا الخطايا للأرض ولكن حملوا منبع 
النور والهداية والغفران للعالمين ...
وعندما استنرت في القرآن على الرواية جاء الرد 
القرآني في قوله تعالى في علاه  :
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور11
روى الإمام أحمد والحاكم عن العرباض بن سارية 
 رضي الله عنه
  عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
"إني في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته" ..
(87) وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
" كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" .. (88)
" وفي كتاب ينابيع المودة للقندوزي الحنفي :  
 عن سيدنا جعفر الصادق عن أبيه عن جده علي 
بن الحسين عليهم السلام .. قال : 
حدثنا عمي الحسن عليه السلام قال : 
سمعت جدي صلى الله عليه وآله الطاهرين  يقول :
"  خلقت من نور الله عز وجل وخلق أهل بيتي من نوري وخلق محبيهم من نورهم وسائر الناس في النار "

(89)  .. وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي ابن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين قال : "كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام " انتهى المواهب
(90)
.. ونقل العلقمي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعا أنه r قال:
" كنت نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام)..
(91)
.. عن عمر بن الخطاب t  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
"لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب : أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال يا آدم : وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه, قال: لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله ــ فعلمت أنك لم تضف اسمك إلا لأحب الخلق إليك, فقال الله تعالى: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك وهو آخر الأنبياء من ذريتك" وقد أوردنا هذه الرواية في مبحثنا بقليل من الإختلاف .
.. وفي حديث سليمان t قال: هبط جبريل على النبي r فقال: إن ربك يقول :
إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا, وما خلقت أكرم علي منك, ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي ولولاك ما خلقت الدنيا" ..
(92)
..  روى الآجرى في كتاب الشريعة عن سعيد بن أبي راشد قال:
"  سألت عطاء رحمه الله: هل كان النبي r نبيا قبل أن يُخلق ؟ قال: إي والله وقبل أن يخلق الدنيا بألفي عام  " ..
(93
..." أخذ الله له الميثاق بالنبوة ولأهل بيته بالولاية"
.. ومحمد والأئمة المطهرون هم أصحاب الكساء في الأرض وفي السماء وهم من استشفع بهم أبو البشر آدم u عند الله في الجنة عندما ارتكب الخطيئة فقال "اللهم إني أسألك بجاه محمد وآله الطيبين .. بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم لما تفضلت علي بقبول توبتي وغفران زلتي وإعادتي من كرامتك إلى مرتبتي, فقال الله عز وجل: " قد قبلت توبتك وأقبلت برضواني عليك وصرفت آلائي ونعمائي إليك وأعدتك إلى مرتبتك من كرامتي ووفرت نصيبك من رحماتي فذلك قول الله تعالى " فتلقى آدم من ربه كلمات " (94)  وحديث : " أول ما خلق الله العقل وأول ما خلق الله القلم وأول ما خلق الله نور نبيك يا جابر"  المراد منها هو الحقيقة المحمدية التي كانت مشهورة بين الكملين وهي روح نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين .
أخرج الحمويني في كتابه فرائد السمطين بسنده عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام والصلوات عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبيr :" كنت أنا وأنت يا علي بين يدي الله تبارك وتعالى من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام, فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه, فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم قسمه قسمين فأخرج قسما في صلب أبي عبد الله وقسما في صلب عمي أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي "
(95)
. وذكر ابن عساكر الرواية بسنده عن زادان عن سلمان قال: سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
 " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا مسبحا يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام, فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي  "  (96)
" .. أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : 
" لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: الحمد لله فأوحي إليه حمدتني وعزتي وجلالي لولا العبدان اللذان أريد أن أخلقهما ما خلقتك . قال : الهي : أيكون  مني ، قال نعم قال : آدم ارفع بصرك وأنظر فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلا الله محمد رسول الله هو نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة  " .. "  وعن ابن عباس عليهما السلام قال : سمعت رسول الله عليه صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام :  " أنا وأنت من نور الله عز وجل ".. (97)  ..  وهذا هو سر الإله في النبوة وجلالها.. وهذا هو سر الأئمة النورانيين الممتدين من تحت عرش النور إلى أرض مجلس الكساء.. هو النور ذاته والتقديس ذاته لآل محمد الطاهرين { ِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33  .. قراءتنا النورانية استوعبت بتواضع هذه الحقيقة الإلهية في ثورتنا المعاصرة والممتدة من خراسان إلى قلب القدس وهذا السر النوراني هو عمق الحقيقة الإلهية في قول النبوة المعظمة :" علي مني وأنا من علي" وقوله r: "الحسين مني وأنا من حسين" هو التجسيد الأعظم في حركة الأئمة الطاهرين وختام النور الإلهي في الأنبياء هو النبي محمد صلى الله عليه وآله
وسلم
  أعظم كلمة منذ الأزل ، وامتدادها نور القداسة في فاطمة وعلي والخمسة.. النبي الأعظم أبوهم وعصبتهم  قلب النور في المهدي المعظم الذي يجيء اليوم مبكرا .. لكشف سره في نقاط النور مكة- القدس - خراسان... 
سر الإله في حركة التاريخ والمهدي القادم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق