الخميس، 28 يونيو 2012

خلق الله آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين - المجموعة 8







خلق الله
آدم عليه السلام
من أجل
محمد r وآله
الطاهرين
                                    المجموعة  الثامنة ...





علي بن أبي طالب عليه السلام :
 الشهادة على الأمة
يقول تعالى :
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة55 ـ 56.
 وقد ذكرنا أن المفسرين قالوا: بنزولها في حق علي بن أبي طالب u والذي جعله الله في خصوصيات أنواره وولايته .. وحزبه الغالبون حتى يوم الوقت المعلوم. فهو وشيعته الفائزون المنتصرون ولو بعد حين..
روى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله r وآله : " الصديقون ثلاثة: حبيب النجار، مؤمن آل ياسين، وحز قيل مؤمن فرعون وعلي بن أبي طالب ، هو أفضلهم  " (204) 
فأمير المؤمنين عليه السلام هو وريث سيدنا آدم والأنبياء أجمعين عليهم السلام وهو قبس من نور الله وصورة من أخيه النبي الأعظم والأنبياء عليه صلوات الله وسلامه .. وقد ذكرنا أنه عليه السلام جامع خصال الأنبياء عليهم السلام .  وقد قال النبي  r وآله في تبيان حقيقته :
"من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في حلمه  وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب " .. (205)
وبهذا كان عميد آل البيت الأول وهو علي بن أبي طالب هو أول الصديقين والشاهدين.. وهو باب الجنة والعلم والحكمة.
أخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده عن أبي ذر الغفاري أنه سمع رسول الله r وآله يقول لعلي بن أبي طالب u :
" أنت أول من آمن بي وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر. وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار"
(206)
وفي رواية ابن عباس u قال:
"ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله، وعلي بن أبي طالب. فإني سمعت رسول الله r وآله يقول وهو آخذ بيد علي: "هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة. وهو الصديق الأكبر وهو بابي الذي أتي منه وهو خليفتي من بعدي" (207) 
 وفي هذا فهو يؤكد لذاته عليه السلام بأنه الشاهد الأعظم والصديق الأعظم لرسالة أخيه النبي الأكرم محمد r وآله.
أخرج النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u بسنده.. عن عباده بن  عبد الله قال: قال علي رضي الله عنه:"أنا عبد الله وأخو رسوله r وآله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين"
(208)
وقال عنه رسول الله r وآله :"أما أنت يا علي فصفيي وأميني"
(209) 
وهكذا جمع أمير المؤمنين بين الأخوة لرسول الله r وأنه هو الصديق الأكبر وأنه هو الصفي المختار من قبل الله للمسلمين ورمزا شاهدا للأمم والثورات والذي قال عنه رسول الله r وآله لأم سلمة رضي الله عنها:
" يا أم سلمة إن عليا لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي" (210) 
 وقال لعلي r وآله:" ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى .. إلا أنه لا نبي بعدي " .. (211)
وفي حديث أنس بن مالك:" يا علي أنت مني وأنا منك. أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا يوحى إليك" .. (212) 
فهو المصطفى بعد المصطفى الأعظم وهو المختار بعد المختار المعظم r وآله.
عن ابن عباس قال رسول الله r وآله لفاطمة الزهراء : " أما ترضين أن الله اطلع إلى الأرض، فاختار منهم رجلين أحدهما أباك والآخر بعلك  " (213)
 فكان علي في الخلق وفي عالم الملكوت مختارا نورانيا وشاهدا وشهيدا وحق الله القول فيه وآل البيت عليهم السلام {لتكونوا شهداء على الناس} فعلي مخلوق مع رسول الله r وآله من نور الله. وقد ذكر آدم u اسمه في الأسماء التي علمها الله إياه عبر جبرائيل u ليتوب الله عليه .
روى عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي r وآله
:" خلق الله قضيبا من نور قبل أن يخلق الله الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي ، فشق منه نصفا فخلق منه نبيكم والنصف الآخر علي بن أبي طالب " .. (214)
وعن سلمان قال : سمعت حبي رسول الله r وآله يقول :
" كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي"
(215)  وهكذا امتلك علي عليه السلام في علم الحقيقة والملكوت الأعلى أنه هو المختار والشاهد النوراني على الأمة والوالي وصاحب الولاية على المسلمين والذي جعله الله كهارون من موسى لأخيه رسول الله المصطفى محمد r وآله :"من كنت مولاه فعلي مولاه"." علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي "
(216)  وفي ضوء هذه الأحاديث الموجزة .. يمكن فهم حقيقة الاختيار الإلهي الملكوتي لعلي بن أبي طالب u في الخليقة وعالم الشهادة وكذلك عالمية الخلافة.. فكيف تكون شهادة ونورانية وأخوة لرسوله المصطفى بدون الخلافة من بعد النبي r وآله فأي انقلاب على هذه التصورات الكونية الربانية هو انقلاب على مقادير الله واختياره في آل البيت u وانقلاب على حركة النبوة والشهادة والخلافة..
عن عكرمة عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله r وآله "إن الله يقول (أفإن مات) أو قتل انقلبتم على أعقابكم " آل عمران : 144
والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت (أو أقتل)، والله إني لأخوه ، ووليه ووارثه وابن عمه ومن أحق به مني "
وفي هذا الاختصار. يمكن التوسع فيه  بعد .. (218) 
الحجر الأسود هو سر الشهادة والولاية :
يمكن فهم خصوصية الخلق والروح بالنبي الأكرم محمد وعلي وفاطمة..عليهم صلوات الله وسلامه ..  حيث جعلهم الله شهادة واختزن هذه الشهادة في أقدس بقعة أرضية وهي مكة المكرمة. وفي قلب الحرم المقدس والكعبة المشرفة.. إنه سر الله الذي وضعه الله مسجلا على الحجر الأسعد..
 وفي غياب وعي كلمة السر.. وفي سيادة الجهل بحقيقة النبوة في عالم الأرض..  أصبح الحجر المقدس حامل أمانة الشهادة ..أسودا من شدة الآثام والتحريف والزيف !!
وقد .. " أورد الترمذي  : ــ وصححه واللفظ له ـ والإمام أحمد وابن خزيمة عن ابن عباس عليهما السلام .. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم " (219) 
وروى ابن خزيمة عن ابن عباس عليهما السلام : قال
  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" : الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة و إنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه و قبله من أهل الدنيا "
(220)
أخرج عبد الرازق في المصنف وأبو الشيخ عن فاطمة بنت الحسين قالت: لما أخذ الله الميثاق من بني آدم جعله في الركن، فمن الوفاء بعهد الله استلام الحجر.
وأخرج أبو الشيخ عن سيدنا جعفر بن محمد الصادق قال:
" كنت مع أبي محمد بن علي، فقال له رجل: يا أبا جعفر ما بدء خلق هذا الركن؟ فقال : إن الله لما خلق الخلق قال لبني آدم : { ألست بربكم قالوا بلى} فأقروا، وأجرى نهرا أحلى من العسل وألين من الزبد ، ثم أمر القلم فاستمد من ذلك النهر، فكتب إقرارهم وما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر، فهذا الاستلام الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم الذي كانوا أقروا به " .. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: ضرب الله متن آدم فرجت كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء نقية، فقال هؤلاء أهل الجنة ، وخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء . فقال : هؤلاء أهل النار أمثال الخردل في صور الذر. فقال: يا عباد الله أجيبوا الله : يا عباد الله أطيعوا الله ، قالوا لبيك اللهم أطعناك ، اللهم أطعناك، اللهم أطعناك ، وهي التي أعطى الله إبراهيم في المناسك : لبيك اللهم لبيك. فأخذ عليهم العهد بالإيمان به ، والإقرار والمعرفة بالله وأمره .
**************

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وسرالحجر الأسود :
في سياق مبحثنا تفرد أمير المؤمنين عليه السلام في جميع مصادر المسلمين بهذه الرواية .. والتي فيها السر الأزلي للحجر الأسعد وهو حامل سر النبوة وأهل البيت عليهم السلام .. كان الحجر نورا من نور الله يليق بحمل مكنونه من سر النبوة والإقرار والشهادة .. وأمير المؤمنين هو الذي معه السر .. وكشف السر.. فحين أقرت الخلائق والأنبياء في عالم الروح والذر بنبوة محمد r  وبمقام أمير المؤمنين عليه السلام وحين أقسم بهم أبو البشر آدم الأزلي الرائع عليه السلام .. أمام عرش الرحمن للغفران .. كان ينكشف سر النور الأول للحقيقة الإلهية الأزلية.. وهي الكلمة الطيبة النور.. التي أصلها ثابت وفرعها في السماء .. وهو المشهد الأول لحقيقة يمين الله في علاه.. فهو صلوات الله عليه وآله وسلم يمين الله الأزلي وأول روح من روحة ..إنه النبع الإلهي لحقيقة الإختيار والإصطفاء الرباني في أصل الخلق ..
روى الطبراني عن ابن عباس عليه السلام :
قال  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
 " الحجر يمين الله تعالى في الأرض "  (221)
قال الشيخ الصالحي في سبله :
" ورواه الأزرقي وأبو طاهر المخلص بلفظ :
" الحجر الأسود يمين الله تعالى في الأرض ، فمن لم يدرك بيعة النبي صلى الله عليه وآله  فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله r .. " وفي رواية  صحيحة : " الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده " . (222)
وبيعة الله في جلاله وعظمته هي بيعة الخلائق بالإقرار لمعنى اليمين في عالم الروح .. هذه البيعة الأزلية من عمق عالم الروح وعبر الأجيال كانت كلمة الله تعالى وهو النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10
ظلال يد القدرة وعظمة التجلي النوراني كانت على نبيه المختار ..فإذا كانت ظلال القدرة على الأمة فكيف بحال النبوة في حضرة المقام الإلهي وعظمة الثورة الروحية المتجلية بكل نورها في النبي المختار المصطفى .. و بكل المختارين يجئ بنوره في أول الزمان وآخره .. يرسم لنا كل التحولات والثورة .. قال صلى الله عليه وآله المطهرين.. "  ان الله فتح هذا الأمربي ويختمه " . (223)
وفي الحديث السر .. وعمق السر في العنوان الأول .. خلق الله تعالى آدم من أجل محمد وآله المطهرين .. بهم يختم الله الدين والحقيقة الأصل كما بدأ.. أنها ثورة البداية وروح النهاية .. المهدي الموعود خليفة الله وسليل النبي المختار صلى الله عليه وعليهم أجمعين .. تكون كف نبينا الأعظم r على رأسه منذ ثورته المقدسة وحتى تقوم الساعة ..
" أخرج الجندي في فضائل مكة وأبو الحسن القطان في الطوالات والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ..وروي في مصادر مختلفة..
عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال :
"إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله r وآله قبلك ما قبلتك، ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب u يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع.
قال: فبم؟!! قال بكتاب الله عز وجل
قال وأين ذاك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل:
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم} إلى قوله {بلى} خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، فقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله r وآله يقول:" يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد " فهو يا أمير المؤمنين يضر ونفع. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن"؟؟ (224)
وعلق البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان فقال :
" و قول أمير المؤمنين علي ــ عليه السلام ــ  أنه يضر و ينفع يريد به إذا خلق الله تعالى فيه حياة وأذن له في الشهادة و ذلك أنه يعلم بخبر الرسول صلى الله عليه و سلم وكان عنده في ذلك خبر فأخبر به فقبله عمر رضي الله عنهما " (225)   وهكذا امتلك علي بن أبي طالب u .. عمق السر في اكتشاف سر الروح ورد أي فهم خاطئ لحقيقة الخلق والروح.. وعندما يتعوذ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من زمان ليس فيه أبو الحسن عليه السلام فإنه يؤكد للأجيال من المؤمنين حقيقة علم علي عليه السلام  ونوره .. وعندما يتراجع الخليفة الأول أمام جموع الحجيج عن معتقد وفهم خاطئ .. فإننا نفهم ذلك بأنة التأكيد الجلي أمام جماهير أمة المسلمين بهذه الحقيقة النورانية .. فكانوا بنعمة الله إخوانا .. يدركون الحقائق بعيدا عن أعداء النور وروافض الحقائق الإلهية .. ولهذا ندرك بروحيتنا النبوية العميقة معاني قول عمر رضي الله عنه  .. في قوله : "  لولا أبا الحسن لهلك عمر !! هذه هي روح الصحابة الأبرار وهم يقتبسون الحقيقة من نور الحقيقة.. فإزداد عمر والصحابة المنتجبين بعلي نور الله .. نورا وعلما ووهجا !! وهذا يؤكد أن علي u هو الذي كان يمتلك عبر التاريخ الحركة المركزية للتوجيه والشريعة والتأويل ..
بهذا يجب استيعاب الحقيقة النبوية .. والنبي صلى الله عليه وآله .. كان شهادة نورانية تكوينية يتأكد من عمق عالم القدرة والتكوين .
قال تعالى {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحديد9.. والنور هو الإسلام الذي حمله سيد الخلق والنور محمد r وآله وبه {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69 ..   فكان نور محمد r وآله مخلوق قبل النبوة المحمدية في عالم الملكوت وبهذا يكون قول الله الحق {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35
وقد فسرنا هذه الآية العظيمة بأن هذا النور الأعظم المخلوق هو نور محمد r .. وفي عموم التأويل يكون قوله تعالى {نور على نور} النور: قوله تعالى
: {الله نور السماوات والأرض} والنور في الآية يكون هو نور الله والمقصود به القرآن المعظم النازل على قلب (النور) وهو محمد سيد الخلق أجمعين r وآله.. وعني بالنور محمد r وآله وإضافة إلى نفسه تشريفا له.
عن كعب وسعيد بن جبير..( نور على نور): أي نبي من نسل نبي، عن محمد بن كعب : وقيل أن المشكاة عبد المطلب والزجاجة عبد الله والمصباح هو النبي r وآله لا شرقية ولا غربية، بل مكية لأن مكة وسط الدنيا ، وروي عن ـ سيدنا الإمام ـ الرضا u أنه قال:
نحن المشكاة فيها  المصباح والمصباح هو محمد r وآله يهدي الله لولايتنا من أحب..
 وعن أبي جعفر الباقر u في قوله كمشكاة فيها مصبح قال: نور العلم في صدر النبي الأعظم r وآله .. المصباح في زجاجة.. الزجاجة صدر علي u صار علم النبي r وآله إلى صدر علي علم النبي عليا.. يوقد من شجرة مباركة..  نور العلم لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. قال : يكاد العالم من آل محمد r وآله يتكلم بالعلم قبل أن يسأل.
 نور على نور : أي إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد r وآله وذلك من لدن آدم u إلى أن تقوم الساعة. فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله خلفاء في أرضه وحججه على خلقه لا تخلوا الأرض في كل عصر من (حجة) واحد منهم (يوقد من شجرة مباركة)  : " الشجرة المباركة في الآية هي روحه الرضوان والتقي وعترة الهدى والإيمان : شجرة أصلها النبوة وفرعها الإمامة وأغصانها التنزيل وأوراقها التأويل وخدمها جبرائيل وميكائيل".. (226)
 وقد شرحنا في السياق أن النور المخلوق في عالم النور: هو نور محمد r وعلي بن أبي طالب u وهم أصل الشجرة. وأصل النور في الخلق. منذ كانوا سرا إلهيا في عالم الملكوت..
{كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء}(النور/35) .. وهذه الهداية القدرية كما أسفلنا هي الإطلالة الإلهية للأرض وحقيقة الاختيار منها لمحمد وعلي عليهما الصلاة والتسليم..كما جاء في حديث النبي الأكرم لفاطمة الزهراء عليها السلام.."
إن الله اطلع إلى الأرض، فاختار منها رجلين أحدهما أباك والآخر بعلك "
(227)
وفي الطبراني :
" .. وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا يعطى أحد بعدنا أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمة وهما إبناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي  هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي وزوجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتك حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي قال علي رضي الله عنه : فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به صلى الله عليه وسلم "  (228)
 فهم أصل الشجرة النورانية المباركة كما تحدثنا
أخرج ابن عساكر بسنده.. عن جابر أن النبي كان بعرفة وعلي تجاهه فقال:" يا علي ادن مني. ضع خمسك في خمسي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها.. من تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة " (229)
وفي رواية أخرى عن جابر بن عبد الله أضاف للحديث:
"يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالخفايا وصلوا حتى يكونوا كالأوثار ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار "  (230) 
وروى جعفر بن محمد الصادق عن أبيهما (علي بن الحسين) عن جدهما r وآله قالا: قال رسول الله r وآله :"إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا. وهي الميثاق الذي أخذه الله عز وجل عليه ولاية علي بن أبي طالب "  (231)
وعن أبي هارون العبدي قال سألت أبا سعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصة فقال: سمعت رسول الله r وآله وهو يقول:" خلق الناس من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة وحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فرعها " (232)
وعن أبي إمامة الباهلي قال: قال رسول الله r وآله:
"خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ هوى . ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام و لم يدك محبتنا إلا أكبه الله على منخريه في النار" ثم تلا قوله تعالى:{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (233)
عن عاصم بن ضمره عن ـ أمير المؤمنين ــ علي u قال: قال رسول الله r وآله :" شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة وعلي بابها فمن أرادها فليأت الباب"  (234) 
  فهم أصل النور وهم الشهادة والحجة على العباد في يوم التناد ؟
عن عبد الله بن موسى قال: حدثني مطر بن أبي مطر عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي r وآله فرأى عليا فقال : " أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة "
(235)
 وفي رواية أخرى " أنا وهذا حجة على خلقه "
(236)
 وهاتين شهادتين شهادة عامة على الخلق وشهادة خاصة على الأمة الإسلامية !! حدثنا أنس بن مالك قال: بعثني رسول الله r وآله إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمعه : يا أبا برزة إن رب العالمين تعالى عهد إلى في علي بن أبي طالب عهدا فقال :
" علي راية الهدى ، ومنار الإيمان وإمام أوليائي.ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة علي بن أبي طالب معي إذا في القيامة على حوضي وصاحب لوائي ومعي غدا على مفاتيح خزائن جنة ربي "  (237)
وفي رواية أنس بن مالك أيضا قال r وآله في علي u :" أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء "  .

وفي رواية أخرى " أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأوصياء " .
(238) 
حدثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال :
قال رسول الله r وآله :
" من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده. ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي"
 (239) 
وأخرج ابن عساكر عن سعيد ابن جبر عن أبي الحمراء خادم رسول الله r وآله قال: سمعت رسول الله r وآله يقول:
"لما أسري بي رأيت في ساق العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، صفوتي في خلقي أيدته بعلي ونصرته به "
(240)    
وفي وراية جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله r وآله:
"مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله. أيدته بعلي قبل يخلق السموات والأرض بألفي سنة " (241) 
 هذا هو كتاب الله لأمة محمد r وآله في علي بن أبي طالب عليه السلام.. الذي هو شهادة على الخلق ومنه المهدي u الذي يملأ الأرض (كل الأرض) عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. وهو الذي تشرق الأرض  كل الأرض في زمنه بالنور الإلهي في قوله تعالى:{ وأشرقت الأرض بنور ربها}: ونور ربها هو نور نبيه وآل بيته وقرآنه المعظم... وويل للمكذبين بفضل علي والأئمة الطاهرين من بعده.. أخرج العلامة الحجة والولي العارف بالله والساكن أعلى درجات الجنة... الشيخ محمد الكيني بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر u يقول قال رسول الله r وآله قال الله تبارك وتعالى:" استكمال حجتي على الأشقياء من
أمتك في ترك ولاية علي والأوصياء من بعدك فإن فيهم سنتك وسنة الأنبياء من قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك.."
وعن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله الحسين u:
" الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك على خلقه  "
 (242)  .
وعن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام :
عن قول الله عز وجل : {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلناه} فقال يا أبا خالد: النور والله الأئمة من آل محمد r وآله إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذي أنزل وهم والله نور الله في السموات وفي الأرض. والله يا أبا خالد الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم. والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا . فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وأمنه فزع يوم القيامة الأكبر" (243)  
وكل هذا النور الذي نزل مع نبينا الأعظم واشتقه الله في خلق النبي هو نور علي بن أبي طالب الساطع في قلب العرش المعظم فهو (النور الذي أنزل معه) كما جاء في القرآن...
عن أبي عبد الله الحسين u قال: في قوله تعالى{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاكم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث..} الأعراف : 157
إلى قوله:{ واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} قال: النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام  "
(244)       
وفي ينابيع المودة ذكر القندوزي رحمه الله
.. عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  : " إن الله خلق خلقه في ظلمة فرش عليهم من نوره ،  فمن أصابه من النور شيئ اهتدى ومن أخطأه ضل "
ثم فسره أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال : " إن الله عزوجل حين شاء تقدير الخليقة وذرء البرية وإبداع المبدعات ضرب الخلق في صور كالهباء قبل وجود  الأرض والسماء..  وهو سبحانه على انفراد ملكوته وتوحد جبروته فأشاع نورا من نوره ، فلمع وقبا من  ضيائه فسطع ثم اجتمع ذلك النور في وسط تلك الصور الخفية فوافق صور نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، وقال الله له أنت المختار المنتخب وعندك ثابت نوري وأنت كنوز هدايتي ثم أخفا الخليقة في غيبه وسره في مكنون علمه ثم وسط العالم وبسط الزمان وموج الماء وأثار الزبد وأهاج الريح فطفى عرشه على الماء فسطح الأرض على ظهر الماء ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها وأنوار اخترعها وقرن بتوحيده نبوة ةمحمد صلى الله عليه وآله ظاهرا فهو أبو الأرواح ويعسوبها كما أن آدم أبو الأجساد وسببها ، ثم انتقل  ذلك النور في جميع العوالم ، عالما بعد عالم  وطبق بعد طبق وقرنا بعد قرن ، إلى أن ظهر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  بالصورة والمعنى في آخر الزمان .." (245)
 وبهذا ينكشف سر التأويل للآيات المباركة الواردة في سورة النور.. فرسول الله وآل بيته هم أنوار مخصوصة ومقدرة في الأزل وهي التي تضيء بإرادة إلهية محضة لا دخل للإنسان ولا للصالحين ولا للأنبياء في أنوارها فهي مقدرة قبل التكوين الخلقي كما بينا.. وهذا النور هو الذي يرسم خط العدل في الإرادة الخالصة للمولى عز وجل.. ودولتهم العادلة والتي تشرق بنور ربها.. (لا شرقية ولا غربية) أي لا يفي عليها ظل شرق ولا غرب، فهي ضاحية للشمس لا يظلها جبل ولا شجر ولا كهف فزيتها يكون أصفر.. عن ابن عباس والكلبي وعكرمة وقتادة.. فعلى هذا يكون المعنى أنها ليست بشرقية لا تصيبها الشمس إذ هي غربت ولا هي غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت بل هي شرقية غربية أخذت بحظها في الأمرين..(يكاد زيتها يضيء) من صفاته وفرط ضيائه.. (ولو لم تمسسه نار)أي قبل أن تصيبه النار وتشتعل فيه.. إنه مثل ضربه الله لنبيه محمد r وآله فالمشكاة صدره والزجاجة قلبه والمصباح فيه النبوة لا شرقية ولا غربية أي لا يهودية ولا نصرانية توقد من شجرة مباركة يعني شجرة النبوة وهي إبراهيم u يكاد نور محمد r وآله يبين للناس ولو لم يتكلم به . (246) 
. ( نور على نور) فالنور نور محمد r وآله لم يستمده من اليهود في ثوراتهم ولا من النصارى في أناجيلهم المحرفة!! إنما هذا النور الخالص الذي تميز بعدم انتمائه للمحاولات الأرضية ولا إلى قوى الإفساد والبغي والاستغلال.. ومحمد r وآله هو مشكاة النبوة.. وقد ذكرنا في مبحثنا :
عن أبي جعفر الباقر u في قوله (كمشكاة فيها مصباح) قال:" نور العلم في صدر النبي r وآله المصباح في زجاجة الزجاجة صدر علي u صار علم النبي إلى صدر علي يوقد من شجرة مباركة نور العلم (النبوة) لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية.. يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. يكاد العالم من آل محمد r وآله يتكلم بالعلم قبل أن يسأل. نور على نور..أي إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر إمام من محمد r وآله وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة"
(247)   
والمهدي عليه السلام هو خلاصة هذا النور الأعظم فقد جمع علم النبوة وأنوارها وجمع علم الله اللدني المخبوء.. وهو u الذي يتلقى عن الله ورسوله مباشرة. وهو الذي لا يكله الله إلى نفسه.. وبه يتحقق قول الله المعظم في قرآنه
{وأشرقت الأرض بنور ربها }
 أي سيشرق نور الهداية والإسلام كل بقاع الأرض.. وكل معالم الإنسان والعوالم.. (ووضع الكتاب) أي أصبح القرآن والعلم النوراني الذي هو حامله هو الميزان في دولة العدل الإلهية الوشيكة.. وما هذه القراءة الوجيزة إلا أحد ملامحها. ومفاتيح أبوابها. والله هو الموفق وهو نعم المولى ونعم النصير ...



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق