الخميس، 28 يونيو 2012

خلق الله آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين - المجموعة 7







خلق الله
آدم عليه السلام
من أجل
محمد r وآله
الطاهرين
                                    المجموعة السابعة





الإمامة وخط الولاية والشهادة
وفي قراءتنا أل البيت.. الولاية التحدي المواجهة  (145) 
فصلنا خط الإمامة والخلافة في الأمة وهنا نوجز هذا العنوان..
يقول تعالى في سورة المائدة:
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء } (المائدة/44) .
وهذه الآية الكريمة إنما تؤكد في نظرنا عملية تواصل الشهادة من الأنبياء الشهداء إلى من بعدهم من الأوصياء أو خلفاء الأنبياء وفي بني إسرائيل وبالتحديد في حالة الأنبياء كان الربانيون هم الدرجة الأولى بعد هؤلاء الأنبياء عليهم السلام وبعدهم الأحبار .
يقول البغوي في تفسيره" والربانيون الأحبار يعني العلماء وأحدهما حبر بفتح الحاء وكسرها والكسر أفصح، وهو العالم المحكم بالشيء. قال الكسائي هو من الحبر الذي يكتب به" (146) ..
وفي تقديرنا أن الربانيين هم الأصل في تقسيم حالة العلماء وأن الأحبار هي معطوف وليس وصف . والربانيون هم الأوصياء وفي الحالة الإسرائيلية: كان الكتبة هم المكلفون بتسجيل نصوص الشريعة من الأنبياء كان عزرا  كاتبا وكان باروخ كاتبا في عهد نبوة أرميا u  (147)
 والآيات تحدد الخندق الإسلامي العام في النبوات المرسلين إلى اليهود الذين هادوا والربانيين والأحبار هم المكلفون بالشريعة بعد الأنبياء u والأمة الربانية هي المستودعة لشريعة النبوات.
يقول الطبرسي :"(والربانيون) الذين علت درجاتهم في العلم (والأحبار) العلماء الأخيار، عن الزجاج .. (بما استحفظوا) بما استودعوا (من كتاب الله)(وكانوا عليه شهداء) أي وكانوا على حكم النبي شهداء ..عن ابن عباس. وقيل كانوا شهداء على الكتاب أنه من عند الله وحده لا شريك له ـ عن عطاء ــ (148)
(والأحبار) قال ابن عباس هم الفقهاء .. ثم قال تعالى:
{وكانوا علي شهداء} أي هؤلاء النبيون والربانيون والأحبار كانوا شهداء على أن كان ما في التوراة حق وصدق ومن عند الله، فلا جرم كانوا يحصنون أحكام التوراة ويحفظونها عن التحريف والتغيير".. (149)
 وبالطبع كان ذلك خطاب إلهي للرسول الأكرم بإقامة الحجة على اليهود الذين كانوا يدركون ذكره r وآله في التوراة ولكنهم حرفوا الحقيقة. {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}: وهذا الخطاب الأول مهدوف به اليهود والنصارى الذين كانوا ينتظرون النبي ويستفتحون باسمه لأمورهم !!
قال تعالى : {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }البقرة89
فالأنبياء: هم أساس الخلافة والشهادة..
الربانيون: هم ورثة الخلافة وأوصياء النبوات.
الأحبار: هم علماء الشريعة والذين ينقلون تفسيرات الربانيين إلى الأمة وبهذه الدوائر المتلازمة تتواصل الرسالة و الشريعة والشهادة على الأمة و بفصل أحدها يكون انفصال حالة الشهادة واستمرارها.. وفي عهد النبوة العظمى الخاتمة كان الرسول النبي الأعظم r وآله هو صاحب الشريعة والشاهد الأعظم لعالمية الشهادة في الأرض .. وبعد رحيله كان الربانيون وهم آل البيت الكرامــ الثقلين ـ . والذين تمثلت مركزية وجودهم الأول في البيت الأقدس بيت فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) فهو وارث الشريعة وخليفة النبوة "يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى"(رواه مسلم) والمعهود الثابت أن هارون أخذ النبوة وكان في الدرجة الثانية بعد موسى العظيم u وهو أخيه الذي تواصل بالشريعة والشهادة على بني إسرائيل. وعلي ابن أبي طالب u هو أخو رسول الله r بالأمر الإلهي.. "يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي". (150) 
العترة والثقلين الشجرة النورانية
.. وفي الوصية قال  النبي r :
 " لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب". (151)

.. فقال رسول الله r:" والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي " قال : وما أرثك منه يا رسول الله؟ قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال  "  كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي " ثم تلا رسول الله r قوله تعالى { أخوانا على سرر متقابلين } :المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض" "يا علي أنا منك وأنت مني وأنت أخي ووارثي وصاحبي " .. (152)

"إلا إنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته " يا علي  (153)
وفي السياق فقد وصى رسول الله r وآله على عترته وأهل بيته فجعلهم أحد الثقلين..  وتمام النورين   " عن أبي هارون العبدي ، قال : سألت أبا سعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصة فقال : سمعت رسول الله r  وهو يقول : " خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها ، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فروعها " وبنفس التوجه النوراني …" خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعلياً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ، ثم ألف عام  ثم لم يدرك محبتنا إلا أكبه الله على منخريه في النار " ثم تلا قوله تعالى : { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " الشورى23  .. (154) 
 وبهذا التوجه يتضح عمق الدعوة الربانية للتوحد الروحي النوراني بين جماهير المسلمين و أهل البيت عليهم السلام … فمن نور الله وبنور الله يهتدون … قال النبي  المصطفى r  :"خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتى كان أول  مبعثي ، فشق منه نصفاً فخلق منه نبيكم والنصف الآخر علي بن أبي طالب "..(155)
وعن سيدنا علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله وسلامه عليه  قال: قال رسول الله r:   "إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن  أبي طالب " ،" يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك منه أحد من قريش ، اللهم أنت أولهم إيماناً بالله وأوفــــاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية " .
وروى أبو حازم مولى ابن العباس عن ابن العباس قال : قال عمر بن الخطاب:   "كفوا عن علي، فإني سمعت رسول الله r  يقول فيه خصالاً لو أن خصلة منها في جميع آل الخطاب كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، أني كنت ذات يوم وأبو بكر وعبد الرحمن وعثمان بن عفان وأبو عبيدة الجراح في نفر من أصحاب رسول الله r  ، فانتهينا باب أم سلمة إذا نحن بعلي متكئ على نجف الباب (أي عتبته) فقلنا أردنا رسول الله فقال: هو في البيت يخرج إليكم الآن، قال فخرج علينا رسول الله r  فثرنا حوله فاتكأ على علي، ثم ضرب يده على منكبه وقال: "أكس ابن أبي طالب (156)
 فإنك مخاصم بسبع خصال ليس لأحد بعدهن إلا فضلك: أنت أول المؤمنين معي إيمانا وأعلمهم بأيام الله وأوفاهم بعهده وأرأفهم بالرعية وأقسمهم بالسوية ( العدل) وأعظمهم عند الله مزية " (157) … وهذه شهادة النبي في رواية عمر بن الخطاب أن علي هو أعدل الصحابة والمسلمين وهو أعظمهم مزية عند الله ولهذا كانت موالاته شرعاً لا فرعاً!! فعلي بن أبي طالب هو عنوان على باب جنة الله كما قال المصطفى r  :" مكتوب على باب الجنة لا اله إلا الله محمد رسول الله على أخو رسول الله r  قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام (158
عن  أمير المؤمنين علي u عن رسول الله r قال:
 "إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فلما بلغت البيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرة بها لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي وزيره ولما انتهيت إلى سدرة المــنتهى 
وجدت عليها أني أنا الله لا إله إلا أنا محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به. "  ولما انتهيت إلى عرش رب العالمين فوجدت مكتوبا على قوائمه أني أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد حبيبي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به"
(159)
 هذا هو باب الأخوة والولاية للإمام علي u هو ولايةً للنبوة وولاية النبوة هي ولاية الله . وهكذا اعتبرت الولاية للإمام علي بن أبي طالب هي عملية تهيئة أولية للقيادة الربانية الحارسة للقرآن العظيم وتعاليم الإسلام المقدسة وقد أوضح النبي العظيم r  هذه المسألة في حجة الوداع وغدير خم كما سنفصله في  القراءة.
فهل يستيقظ المحدثون المكذبون لآل البيت ، لأن ينغمسوا بأنوارهم ويعودوا إلى حظيرة سرهم المقدس !! فقد ذكرنا أنهم المسبحون وأهل الأنوار وذرية الأنوار..
وعن سلمان قال : سمعت حبي رسول الله r يقول :
" كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي " ..
 (160)  "إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله.. وآل بيتي"  .. (161) 
"وإنهما لن يفترقان حتى يردا على الحوض".. (162) وبهذا كان حقا أي علي بن أبي طالب u هو الوريث القرآني الذي كان بنص الحديث الصحيح بمنزلة هارون من موسى عليهم السلام..
وأما الأحبار:
 فهم جموع الصحابة الذين شايعوا وأيدوا علي بن أبي طالب واعتمدوهم كمرجعية شرعية مركزية في حركة الإسلام والنبوة.. فهم الذين نقلوا الشريعة وتفاصيلها عن أمير المؤمنين علي u بعد النبوة واعترفوا بحقه في مجال التأويل والقرآن وأنه هو بوابة مدنية العلم.."أنا مدينة العلم وعلي بابها  ": وعلى هذا كان جموع الصحابة المكرمين يدركون هذه الحقائق إذا ما استثنينا المبغضين للبيت النبوي عليهم السلام وهم بإجماع الأمة منافقون ظالمون !!
  في ضوء ذلك يمكننا التأكيد على حالة خصوصية في الخلفاء y وتحديدا الصحابي الجليل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .. وللحق القول كانا في طليعة المسلمين الذين استظلوا بعلم علي u وقوة صحبته ومصدريه علمه وتأويله وفقهه وقضائه ..وفي ذات السياق روى ابن عباس قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: "علي أقضانا و أُبي أقرؤنا " .
(163): وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: أقضى أهل المدينة علي
 (164) وعلى سبيل المثال: كان عمر بن الخطاب t يؤكد في كل المحافل على قوله الصادق " لولا علي لهلك عمر"
(165) وقال t "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أن أكون في زمن ليس فيه أبا الحسن" (166)
وقال t:" اللهم لا تبقني لمعضلة ليس فيها أبا الحسن" .. (167)
وهكذا سارت الأمة بقيادة الصحابة أن يواصلوا قيادة التجربة مع الاحتفاظ في بداية الأمر للإمامة بخط الشهادة  ، فقد اعتبر الإمام علي شهيدا، أي مشرفا وميزانا أيديولوجيا وإسلاميا بين الحق والباطل.. ولكن سرعان ما انتزع هذا الدور أيضا من الإمام وجردت سلطة الإمام عليا من كلا الخطين.. واستيقظت مطامع المستغلين الذين حاربوا الإسلام بالأمس وأدى ذلك بالتدريج إلى استيلاء أعداء الإسلام القدامى على الحكم بعد الخلفاء . إذ أعلن معاوية عن نفسه خليفة للمسلمين بقوة الحديد والنار وكان ذلك أعظم مأساة في تاريخ الإسلام.
(168) ونحن هنا لن نتعرض لإشكالية الخلافة والسقيفة ولكن أردنا تبيان مفهوم الشهادة في آل البيت عليهم السلام. وعلى كل من تبعهم من الصحابة الأبرار بالتواصل. استحق من الله الرضا والرضوان فهم الذين نقلوا عن آل البيت الشريعة بعد النبوة..
قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24
وقال تعالى:{ {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73 ـ 74 وفي الآيات يتكرس مفهوم الإمامة والولاية كاستمرار لخط الشهادة والنبوة. وفي هذا السياق الرباني كان الله تعالى قد أمر نبيه بولاية علي بن أبي طالب بإعلان عام للأمة يوم غدير خم.. (169) 
وقد أمر الله النبي  r في القرآن الكريم بهذا الإعلان العظيم في قوله تعالى:
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} المائدة :3  .. أي تمام النبوة بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد ذكر المفسرون أن تحقيق هذه الآية ونزولها كان في غدير خم بعد أن أعلن رسول الله r وآله ولاية علي بن أبي طالب u على المسلمين وأخذ العهد منهم والإقرار على ذلك وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال:
" لما نصب رسول الله r وآله عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم}  " .
وعن أبي هريرة t قال " لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة قال النبي r وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه. فأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم} المائدة : 3    (170) 
وروي عن ابن عباس وجابر قالا: أمر الله محمدا r وآله أن ينصب عليا للناس ليخبرهم بولاية علي فتخوف رسول الله r وآله أن يقول حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه. فأوحى الله إليه :
 {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة67 فقال رسول الله r  بولايته يوم غدير خم : شواهد التنزيل لقواعد التفصيل : تحقيق  : محمد باقر المحمودي ط بيروت 1393 والحديث في 1/193 ورقم 249)
وروي عن زياد بن المنذر أنه كان يقول:
"  كنت عند أبي جعفر محمد بن علي u وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال له يا ابن رسول الله جعلت فداك ، إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل؟!! :
 {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به ، ولكنه يخاف ، إن جبريل هبط إلى النبي r وآله إلى قوله : فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم  ، ليلزمهم الحجة من جميع ذلك ، فقال رسول الله r وآله :
يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وتفاخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم وإني أخاف - أي من تكذيبهم - فأنزل الله تعالى:
 { {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ ــ يريد بلغتها تامة ــ  رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67–– والله يعصمك من الناس} فلما ضمن الله له بالعصمة، أخذ بيد علي.." .. (171)
وذكر الواحدي في أسباب النزول أيضا بسند صحيح .. عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: "  نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك..} يوم غدير خم في علي بن أبي طالب t (172)
وقد ذكر النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u قال:
..عن سعد ، أن رسول الله r وآله خطب الناس فقال : " يا أيها الناس فإني وليكم " قالوا: صدقت ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، ثم قال: " هذا وليي والمؤدي عني وال الله من والاه وعاد من عاداه " وقال: " من كنت وليه فهذا وليه، وإن الله يوالي من والاه ويعادي من عاداه ".
وفي وراية عائشة بنت سعد، عن سعد قال
:" كنا مع رسول الله r وآله بطريق مكة وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم وقف الناس ، ثم رد من مضى ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس قال : أيها الناس هل بلغت ؟ قالوا: نعم.. قال: اللهم اشهد.. ثلاث مرات يقولها.." ثم قال:
" أيها الناس! من وليكم" ؟  قالوا : الله ورسوله ، ثلاثا.. ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال:
" من كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه اللهم وال من والاه واد من عاداه " ..
(173)
وشهدوا ذلك يوم الرجعة.. أنهم سمعوا رسول الله r وآله قال:
" من كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وأنصر من نصره "
(174)  وذكر السيوطي في الدر المنثور فقال :
" وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية
: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب ".
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله r وآله :
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} أن عليا مولى المؤمنين {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. وأخرج ابن أبي حاتم عن عنترة. أنه قال لعلي هل عندكم شيء لم يبده رسول الله للناس؟ فقال: ألم تعلم أن الله قال:
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} والله ما ورثنا رسول الله r وآله  سوداء في بيضاء "  (174)
 ويعني أنهم ورثوا الدين وولاية نبيهم الأكرم وخلافته بأمر الله الأعظم.. والمعلوم أن هذه الآية بالاجتماع نزلت في خطبة غدير خم. عقب الآية الأولى {اليوم أكملت لكم دينكم} أي تم الدين بولاية أمير المؤمنين شاهدا على الأمة بعد النبي الأكرم r وآله. وروى الحاكم الحسكاني:
عن ابن عباس في حديث المعراج أن الله عزإسمه قال لنبيه فيما قال: " وإني لم أبعث نبيا إلا وجعلت له وزيرا. وإنك رسول الله r وآله وعليا وزيرك" ..
(175)  وروى ابن عساكر في تاريخه.. عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:" نزلت هذه الآية :
 {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله r وآله يوم غدير خم (في) علي بن أبي طالب" عليه السلام .
 (176)  وروى ابن عساكر في سياق خطبة الغدير في غدير خم.. عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال:
"من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي r وآله بيد علي بن أبي طالب فقال:" من كنت مولاه فلي مولاه" فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم }
 (177)  وأخرج ابن عساكر أيضا.. عن جرير بن عبد الله البجلي قال:
"شهدنا الموسم في الحجة مع رسول الله r وآله وهي حجة الوداع، فبلغنا مكانا يقال له غدير خم، فنادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا المهاجرون والأنصار، فقام رسول الله r وآله وسطنا فقال:"أيها الناس بما تشهدون؟" قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله. قال:" ثم مه ؟" قالوا: وأن محمدا عبده ورسوله، قال :"فمن وليكم؟" قالوا: الله ورسوله مولانا. قال:" فمن وليكم"؟ ثم ضرب بيده على عضد علي فأقامه، نزع عضده فأخذ بذراعيه فقال:" من يكن الله ورسوله مولاه. فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا، ومن أبغضه فكن له مبغضا، اللهم أحدا استودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك، فأقضى فيه بالحسنى" ..
178)   وعن أبي سعيد الخدري قال:
"نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله r وآله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب" .
(179) وعن عمار بن ياسر عن أبيه قال: قال رسول الله r وآله:
" من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب ، فإن ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله "..
 (180)
وهكذا تجمع الأحاديث على وصايته بالخلافة للنبوة وشرعية ولاية الأمة لأهل البيت عليهم السلام ،  وهكذا يتكامل الدين ويتواصل بنوره بأهل البيت عليهم السلام فهم عترة النبي r وآله وهم الشهود على الأمة بعده r وآله وتنبع شهادتهم التأكيدية باعتبارهم آخر وصية الله لنبيه في قرآنه المعظم وآخر وصية من النبي الأعظم لأمته بولايته عليه السلام.. وهذا هو الذي يرضى المولى تبارك وتعالى في ختم رسالته { ورضيت لكم الإسلام دينا } وما كان ليتحقق هذا الرضا بتمامه وإكماله إلا بإعلان وإشهاد النبي أمر ربه إلى أمته..
(181).. وعن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r وآله : " لما نزلت هذه الآية قال: " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعده ". وقال :
"من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله" وقال الربيع بن أنس: نزلت في المسير في حجة الوداع. {وأتممت عليكم نعمتي} بأن أعطيتكم من العلم والحكمة ما لم يعط قبلكم نبي ولا أمة.. {ورضيت لكم الإسلام دينا}: أي رضيت لكم الإسلام لأمري والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم في حدوده وفرائضه ومعالمه دينا أي طاعة منكم لي" (182) 
 وهذه النعمة في أعلى صورها تكون في شهادة النبوة وآل البيت على الأمم والأنبياء .
فعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال النبي ":
" لكل نبي وصي ووارث. وإن عليا ووصي ووارثي" وفي رواية.. " لكل نبي وصيا ووارثا وإن عليا وصيي ووارثي"
 (183)
فهو شهادة الله على الأمة والوصي على الشريعة بعد النبوة وبه أكمل الله الملة وأسبغ النعمة. ولهذا هيأ الله  تعالى على بسمات الشرف والحكمة والعلم والولاية .. قال الرسول الأكرم r عن علي عليه السلام لصحابته..
" قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " ثم قال:
" إنه أولكم إيمانا معي وأمناكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية" قال: ونزلت:{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك خير البرية} قال:فكان محمد " إذا أقبل علي u قالوا: قد جاء خير البرية "..
(184).
فعن الأصبغ بن نباته عن علي u قال: قال رسول الله " :" أنا مدينة الجنة، وأنت بابها يا علي، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها" وقال:"أنا مدينة العلم وعلي على بابها  . فمن أراد العلم فليأت الباب" .
(185) فأي شهادة أعظم من هذه الشهادة لعلي وآل بيته على الأمة والناس أجمعين بعد النبي العظيم.. فهو باب الجنة وباب الحكمة وباب العلم.. فشمل بذلك عمق النبوة وحق له أن يكون الوصي والوارث والمستند والمرجع حتى لكبار الصحابة..وفيه نزل قول الحق الأعظم { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال علي: "رسول الله المنذر وأنا الهاد" وقال الرسول الأكرم:" أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون"  .
 (186) فآل البيت عليهم السلام هم  الشهادة وإكمال الدين ومصدر الرضا والجنة..
وفي باب ما نزل من القرآن بالمدينة من تاريخ اليعقوبي:
" إن آخر ما نزل عليه {اليوم أكملت لكم دينكم} وهي الرواية الصحيحة الثابتة وكان نزولها يوم النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .. صلوات الله عليه بغدير خم .. فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له  :
" هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة" (187) 
وهكذا كان اجتمع النبي  r بالمسلمين بعد الحج في غدير خم هو شهادة ظاهرة لآل البيت بأنهم التواصل الحقيقي للنبوة والشهود على الناس بعده r وآله {ويكون الرسول عليكم شهيدا} وبهذا تتكامل الشهادة في حركة النبوة العظمى بنور أهل البيت الكرام  .. وتكون الخلافة فيهم هي أعظم شهادة للتواصل بالرسالة حتى يوم الدين. فهم الذين يختم الله بهم الدين وبهم يقام القسط والعدل. وبالمهدي uيختم الله عالمية الخلافة والشهادة.. ويتكون فيه الشام قاعدة التحولات والخلافة القادمة.. عن يونس بن ميسرة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله r وآله : " إني رأيت نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به فعمد به إلى الشام، وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام  " .. (188)
 وبهذا فإن التحول المحتوم سيكون في خلافة الأمة وشهادتها على العالم سيكون في فلسطين حيث تسطع نور الخلافة والشهادة بقيادة خليفة الله المهدي.. وبهذا التحقيق الإلهي المحتوم.. ندرك نحن أهل البيت المخبوءون  في أقدار الله في قلب الأرض المقدسة..إننا نحن عمود هذا الدين وأساس الإسلام ونهضته وتحولاته.. ونحن النور الساطع من العقل النوراني النبوي والموعودين ذخرا للمهدي الموعود عليه السلام في قلب فلسطين والشام [التي باركنا فيها  ]؟ ولنا أهل البيت الولاية والقيادة.. ونحن أركان خلافة المهدي القادمة وحاملي ألوية نهضته في العالم ..{ ا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227} .
 تكتمل شهادتنا بنزول إمامنا المهدي عليه السلام في الأرض المقدسة..  والمهدي عليه السلام هو تمام ختم نور النبوة
في زماننا .. وهو وريث الدين ووارث خلافة الأنبياء من آدم الى نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. 
خلق الأرواح والشهادة للرب بالربوبية وللنبي بالنبوة؟
قال تعالى  :
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ *أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }الأعراف172 ــ 174  .
السياق القرآني للآيات يؤكد على الدوام.. أن (الشهادة) هي الأساس في عالم الخلق والروح، وبل في وضع الرب الأعظم لجميع مقاديره الأزلية.. وإنما خلق الله الخلق ليشهد وليقدم روحه شهادة لانتصار التوحيد والنبوة العظمى في محمد r وآله.. فهو الأصل r وآله في الخليقة والحالة النورانية المؤهلة.. المصنوعة من أجل ديمومتها..
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله:{وإذ أخذ ربك من بني آدم..} الآية، قال: خلق الله آدم وأخذ ميثاقه أنه ربه، وكتب أجله ورزقه ووصيته، ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر. فأخذ مواثيقهم أنه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم."
(189)  وأخرج الطبري في جامع البيان مسنده عن.. الكلبي قال:" مسح الله على صلب آدم فأخرج من صلبه ذريته ما يكون إلى يوم القيامة، وأخذ ميثاقهم أنه ربهم، ولا يسأل أحد كافر ولا غيره: من ربك؟ إلا قال الله".
وروى عن كعب القرطبي بسنده في الآية الكريمة قوله :
" أقرت الأرواح قبل أن تخلق في أجسادها" بالربوبية أي بعد الإشهاد على ذاتهم { قالوا بلى شهدنا }.
قال السدي: هو خبر من الله عن نفسه وملائكته أنه جل ثناؤه قال هو وملائكته، إذا أقر بنو آدم بربوبيته حين قال لهم:ألست بربكم؟ قالوا بلى. قال الطبري: فتأويل الكلام على هذا التأويل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى فقال الله وملائكته شهدنا عليكم بإقراركم بأن الله ربكم ، كيلا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين "
وأخرج ابن أبي شيبيه.. عن عبد الله بن عمرو في قوله:
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم } قال : أخذهم من ظهورهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس" وفي رواية ابن عباس : "أخرج ذريته من صلبه كأنهم الذر في آذى الماء ".
وأخرج ابن أبي شيبه عن محمد بن كعب قال:" خلق الله الأرواح قبل أن يخلق الأجساد، فأخذ ميثاقهم"  (190)
. وكانت هذه الأرواح المخلوقة في عالم الذر هي في ملكوت الله ولا تأتمر إلا بأمره وهي خاضعة في عالم الإقرار والتكوين للأمرية الإلهية {كن فيكون} وفيها قال الله تعالى :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء: 85  
فالروح هي إذن من عالم الأمر وهي شاهدة وشهيدة على ذاتها ومشهود عليها . وهي جزء أزلي من عالمية الشهادة .. وهي التي لا يكتمل نورها إلا بختم الشاهد الأعظم على رأس هذه الخليقة الروحانية والله خير الشاهدين . ولهذا كان الإقرار الإلهي للأرواح والنبوات على هذه الشهادة المحمدية .. في عالم الذر والتكوين.. لأن قبل الخلق والتكوين كانت النبوة المحمدية الأصل تشكل حالة نورانية مستقلة في مركبها لايقاس عليها أي شئ من الأشياء ولكن تقاس عليها الأشياء .. وما حركة الأنبياء وخلق أرواحهم إلا محاولة تأهيلية وتوطئة خلقية روحية لبروز الخط التوحيدي الاستشهادي .. ــ الروح والنبوة هما التشكيل المركزي لحركة التاريخ ـ وهكذا يبرز الخيار النبوي في عمق الحالة الخلقية كحالة نورانية مقدسة ومتوهجة.. وقد جاء في المواهب وشرحها.. وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u قال النبي r وآله:
" كنت نورا بين يدي ربي عز وجل، قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام"
 قال المحققون: وهذا ما يشير إلى النور المخلوق.. قال جابر :قلت يا رسول الله: بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء.. قال r آله:
" يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره.. الحديث .
وبهذا يتأكد في سياق قوله تعالى:{ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه} (الجاثية: الآية13) أي ابتداء خلقه تعالى منه  .. أي من نور نبيه المختار صلى الله عليه وآله "  (191)
ولهذا فإن حركة القرآن والتنزيل تجئ متوازية ومتممة لهذا الإصطفاء الإلهي الخالد ..  وقد ذكرنا الرواية في مبحثنا بإختلاف يسير .. وأن هذا المبحث العقائدي هو جزء من حالة الوعي القرآني المبني على قاعدة هذا الإصطفاء وسره في الخلق .
وقد ثبت الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: عن عبد الله بن عمرو عن النبي r وآله أنه قال:" قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء " وفي كتاب البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله r وآله :
"كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض" ..
(192)   وعن أبي بن كعب في قوله الله عز وجل :
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم.. الآيات} إلى قوله (المبطلون) قال: فجمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم، ثم استيقظهم ليتكلموا (وفي البداية والنهاية: استنطقهم) فأخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا: بلى) الآية، قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع. وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا (عدالة الله المطلقة!!) اعلموا أن لا إله غيري، فلا تشركوا بي شيئا. فإني سأرسل إليكم رسلا يذكرونكم (في البداية: ينذرونكم) عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي، فقالوا: شهدنا أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك، فأقروا يومئذ بالطاعة، ورفع عليهم أباهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقيـر وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال يا رب ، لو سويت بين عبادك ؟ فقال: إني أحببت أن أشكر ، ورأي فيهم الأنبياء مثل السراج المنير ، وخصوا بميثاق في الرسالة والنبوة ، وهو تعالى الذي يقول :
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً } الأحزاب7..
 قال فكان روح عيسى في تلك الأرواح التي أخذ الله عز وجل عليها العهد والميثاق؟ قال: نعم أرسل ذلك الروح إلى مريم.. قال الله تعالى:{ {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } مريم : 17
 (193) فكانت روحا إعجازية وشهادة معظمة على سر الله في الخلق والتكوين.. وهكذا نرى في السياق أن الخلق النوراني لنبيه الأعظم محمد r وآله إنما كان خارج هذا السياق: فأصل الأنبياء أجمعين وآدم وكل الخلق من ظهره كان أصلهم من طين، وكان خلق محمد r وآله من نوره المعظم:" يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك.. الحديث"
وهكذا نزل النور في ظهر آدم وصلبه لتكون الرسالة والخلافة والشهادة بالنور.. "أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله تعالى :
{ وتقلبك في الساجدين} مازال النبي r وآله يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه " .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: سألت رسول الله r وآله فقلت: بأبي أنت وأمي أين كنت وآدم في الجنة؟ فتبسم حتى بدت نواجذه ثم قال:" إني كنت في صلبه وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم، ولم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ، قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي، وبالإسلام هداني وبين في التوراة والإنجيل ذكري، وبين كل شيء في صفتي في شرق الأرض وغربها وعلمني كتابه ، ورقي بي في سمائه وشق لي من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر وأنا أول شافع مشفع، ثم أخرجني في خير قرون أمتي وأمتي الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" (194)  ..
وعن أبي الدرداء عن النبي الأكرم r  قال :
" خلق الله آدم حين خلقه ، فضرب على كتفه اليمنى ،  فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر ، وضرب كتفه اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كأنها الحمم ، فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى : إلى النار ولا أبالي"
(195) 
 وكانت الخليقة.. وكانت الشهادة ( قالوا شهدنا ) وهكذا تم الربط الخلقي بين دوائر الخلق ( دائرة الخلق والاستهداف ودائرة الاستخلاف الأرضي) وقد وضحنا في المدخل الأسباب القدرية وراء النزول الأرضي لآدم عليه السلام ..
{ إني جاعل في الأرض خليفة }
وأخرج ابن عبد البر في التمهيد عن طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس.. في قوله تعالى:{ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172.. قالوا : لما أخرج الله آدم من الجنة قبل تهبيطه من السماء ، مسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر، فقال لهم : أدخلوا الجنة برحمتي، ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية كهيئة الذر، فقال: أدخلوا النار ولا أبالي. فذلك قوله : { أصحاب اليمين وأصحاب الشمال} ثم أخذ ميثاقهم فقال : { ألست بربكم قالوا بلى} فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية ، فقال هو والملائكة " شهدنا أن يقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل" قالوا: فليس أحد من ولد آدم إلا وهو يعرف الله أنه ربه، وذلك قول الله عز وجل : {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } آل عمران83 } وذلك قوله : {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } الأنعام149 ... يعني يوم أخذ الميثاق .
(196)
وأخرج ابن جرير عن جوبير قال:
(195)  مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام. فقال: إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده، فإن ابني مجلس ومسئول فقلت: عم يسأل؟! قال: عن الميثاق الذي أمر به في صلب آدم. حدثني ابن عباس:إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ ، فمن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول . ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة ".. (197)
 وهكذا كانت الشهادة الأولى ضمانة للشهادة الأخيرة إن تحقق شروط الشهادة يكون الفوز الأعظم والترشيح لخلافة الأرض وبالتالي : يتحقق دور الشهادة والشهيد ..
:{وإذ أخذ ربك}: أي وأذكر يا محمد إذ أخرج ربك من بني آدم من ظهورهم :أي من ظهور بني آدم ، { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
يقول الطبرسي في مجمع البيان :
"إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه كهيئة الذر فعرفهم على آدم وقال: إني آخذ على ذريتك ميثاقهم أن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئا وعليّ أرزاقهم ثم قال لهم : ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا فقال للملائكة : اشهدوا فقالوا شهدنا وقيل إن الله تعالى جعلهم فهماء عقلاء يسمعون خطابه ويفهمونه ثم ردهم إلى صلب آدم والناس محبوسون بأجمعهم حتى يخرج كل من أخرجه الله في ذلك الوقت وكل من ثبت على الإسلام فهو على الفطرة الأولى، ومن كفر وجحد فقد تغير عن الفطرة الأولى".. (198)
ثم قال تعالى:{ وكذلك نفصل الآيات}(الأعراف:174)
قال الرازي رحمه الله : " والمعنى : أن مثل ما فصلنا وبينا في هذه الآية ، بينا سائر الآيات ليتدبروا فيرجعوا إلى الحق ويعرضوا عن الباطل وهو المراد من قوله {ولعلهم يرجعون} وقيل: أي ما أخذ عليهم من الميثاق في التوحيد، في الآية قول ثالث: وهو أن الأرواح البشرية موجودة قبل الأبدان والإقرار بوجود الإله من لوازم ذواتها وحقائقها.." (199).
قال القرطبي في الآية :{ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}
:" قال يحيى قال الحسن : ثم أعادهم في صلب آدم u وقال الكلبي : بين مكة والمدينة وقال السدي : في السماء الدنيا حين أهبط من الجنة إليها مسح على ظهره فأخرج منه صفحة ظهره اليمنى ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ قال لهم : ادخلوا الجنة برحمتي وأخرج من صفحة ظهره اليسرى ذرية سوداء وقال لهم أدخلوا النار ولا أبالي. ( قالوا بلى ): أي أن ذلك واجب عليهم " (200)  
 وفي قوله :{ من يهد الله فهو المهتدي} المهتدي هو الذي هداه الله فقبل الهداية وأجاب عليها والذي أضله الله هو الذي اختار الضلالة فخلى الله بينه وبين ما اختاره ولم يمنعه منه بالجبر عن البلخي " . وفي قوله تعالى { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الحج25 هو تحقيق المرشحين لرسالة الإفساد والباطل. وهكذا أشملهم رب العزة وحددهم في شكل قطاع أو ظاهرة ..
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } (الأعراف/179-180) . 
وهؤلاء هم الوثنيون أي دعوا الذين يعدلون بأسماء الله تعالى عما هو عليه فيسمّون بها أصنامهم ويغيرونها بالزيادة والنقصان فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومنات من المنان عن ابن عباس ومجاهد.
وأما قوله تعالى{ {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181 }:أخبر سبحانه من جملة خلقه جماعة وعصبة يدعون الناس إلى توحيد الله تعالى وإلى دينه وهو الحق يرشدونهم إليه {وبه يعدلون}: أي بالحق يحكمون، وروى ابن جرير عن النبي r وآله أنه قال: " هي لأمتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها . ومن قوم موسى {أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} .
وقال الربيع بن أنس قرأ النبي r وآله هذه الآية فقال:
"إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم" وروى العياشي بإسناده عن أمير المؤمنين علي u أنه قال:
" والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة. {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} فهذه التي تنجو.
وروى عن أبي جعفر محمد الباقرu وأبي عبد الله الحسين عليه السلام أنهما قالا : "  نحن هم  " (201)
 وبهذا يتضح جليا من جملة الأحاديث النبوية المشرفة أن أهل البيت عليهم السلام كانوا مخلوقين كما بينا في عالم الملكوت من أنوار الله .. مخبوئين في قلب نور عرشه يتوهجون ويسجدون فهؤلاء هم الأمة العادلة المقدسة التي أعدها الله بعد نبيه لحمل لواء الشهادة والتحرير والخلافة.. ـ (202)
. وهم الذين يحملونها حتى في آخر الزمان وطليعتهم كما جاء في الأحاديث سيكون أيضا في الشام وفي قلب الأرض المقدسة تحديدا وهم ومن حولهم من الأبدال والأنصار والأبطال الفلسطينيين سيكونون عنوان القيادة والشهادة.. (203)
وقد خلقهم الله ونبيهم وجدهم الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم لهذه الغاية وهم في عالم الذر والروح  ..
{ لتكونوا شهداء على الناس} ولهذا كان التخصيص في الحالة الخلقية لأمة الله .. وهم النبي والعترة المطهرين عليهم صلوات الله وسلامه . فقال تعالى :
 {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق}  .. ـ مبحثنا : مصطلح الأمة في القرآن الكريم ــ  وفي بني إسرائيل قال تعالى جل شأنه :
{ ومن قوم موسى أمة..} أي خاص في قلب الحالة الخاصة وفي السياقين يتحدث القرآن عن الطليعة النورانية المنبثقة من قلب النبوة . لكن في الحالـة الإسرائيلية .. الرسالة خاصة وفي الحالة الإسلامية أممية عامة. وهذا التوهج النوراني المخبوء في ظهر آدم u إنما أوجزه الله لزمن متأخر وخاتم في حياة الأمم .. ولم يتعاتب في أطواره من سلالات النبيين وإنما حدد من لدن فرع واحد وهو (إسماعيل) ليكون منه أمة كبيرة كما جاء في سفر التكوين والتثنية.. وهذه الأمة (النبوة وأهل البيت عليهم السلام) هم الشهود على الأمم والنبوات.. ولذلك سر في كثير من الأحاديث الصحيحة. أن الأنبياء عندما يستجوبون من الله ويسألون عن رسالتهم وهل أدوها يطلبوها من أمة محمد r وآله وأول طليعة في الأمة هي : النبوة والعترة الطاهرة .. ولو لم يكن هؤلاء المختصون شهداء على الحالة العامة  والخاصة؟ لما خصهم الله بالرسالة وجعلهم حزبه الغالبين في الأرض. وقد جاء تأويل ذلك وتصريحه في آيات المائدة والمعروفة بآيات الولاية .

  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق